
منذ اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325 عام 2000، أصبحت المرأة في قلب الأجندة الدولية للأمن والسلام. فقد شكّل القرار تحولًا تاريخيًا في فهم العلاقة بين المرأة والنزاعات، باعتباره أول وثيقة أممية تعترف بالدور الحيوي للنساء ليس فقط كضحايا للنزاعات، بل كصانعات للسلام وشريكات في إعادة البناء والتنمية.
يرتكز القرار على أربعة محاور رئيسية هي: المشاركة، الحماية، الوقاية، والإغاثة وإعادة الإعمار، ويدعو الدول الأعضاء إلى دمج منظور النوع الاجتماعي في سياسات الأمن والدفاع والحوكمة.
في الأردن، تم إطلاق الخطة الوطنية لتفعيل القرار 1325 عام 2017 بجهود من اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وبالتعاون مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، برز مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة كأحد أبرز المؤسسات الشبابية التي عملت على تطبيق مضامين القرار في المناطق الريفية، وخاصة في تمكين المرأة الريفية سياسيًا واقتصاديًا، وتعزيز مشاركتها في جهود السلم والأمن المجتمعي.
يُعد مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة منظمة مجتمع مدني شبابية غير ربحية، تأسس في محافظة عجلون – الأردن عام 2016، وحصل على الترخيص الرسمي تحت رقم (200154820). نشأ المركز من مبادرة شبابية محلية آمنت بأن التنمية الحقيقية تبدأ من القاعدة المجتمعية، وأن الشباب ليسوا متلقين للسياسات بل صُنّاعها وشركاء فاعلون في صياغتها وتنفيذها.
يعمل المركز على المستويين المحلي والوطني، من خلال مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، وتمكين الشباب والنساء، ودعم التعليم، وحماية البيئة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان. وتقوم فلسفة المركز على الدمج بين العمل الميداني والمناصرة والتأثير في السياسات العامة، مستندًا إلى مبادئ الشفافية، والحوكمة، والعدالة الاجتماعية، والمشاركة المجتمعية.
يُعد مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة عضوًا فاعلًا في ائتلاف المرأة والسلام والأمن 1325، ويساهم من خلال هذه العضوية في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز مشاركة النساء في عمليات بناء السلام وصون الأمن المجتمعي. ويعمل المركز بالتعاون مع شركائه ضمن الائتلاف على تنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى ترسيخ ثقافة الحوار، والوقاية من النزاعات، وتعزيز التماسك الاجتماعي والنهوض بدور المرأة. كما يسعى المركز إلى إدماج منظور النساء في السياسات العامة المتعلقة بالسلام والأمن، انطلاقًا من قناعته بأهمية دورهن كشريكات أساسيات في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار المجتمعي.
يؤمن المركز بأن السلام المستدام لا يتحقق دون مشاركة النساء في صنع القرار، وأن العدالة والمساواة بين الجنسين ركيزة أساسية لأي عملية تنموية.
منذ اعتماد القرار، سعى مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة إلى مواءمة رؤيته وبرامجه مع المحاور الأربعة الرئيسية للقرار، وهي: المشاركة، الحماية، الوقاية، والإغاثة وإعادة الإعمار. وقد جسّد المركز هذه المحاور من خلال مبادرات وممارسات عملية تدعم حقوق النساء والفتيات في مختلف مناطق المملكة، خاصة في المجتمعات الريفية والهامشية.
المشاركة: يعمل المركز على تعزيز حضور المرأة في مواقع القيادة وصنع القرار من خلال برامج تدريبية وتوعوية تركز على القيادة المجتمعية والسياسية، والإعلام النسوي، والمشاركة في الحوار العام. كما يسعى إلى رفع الوعي بأهمية مشاركة النساء في حل النزاعات المحلية وتعزيز السلم المجتمعي.
الحماية: ينفذ المركز أنشطة تهدف إلى حماية النساء من جميع أشكال العنف والتمييز، وتعزيز وصولهن إلى العدالة، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات المعنية بحقوق الإنسان. كما يولي اهتمامًا خاصًا بتمكين النساء في المناطق الريفية عبر حملات إعلامية ومجتمعية تدعو إلى المساواة والكرامة الإنسانية.
الوقاية: يركّز المركز على الوقاية من النزاعات والعنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال نشر ثقافة الحوار والتسامح والتربية على قيم السلام. ويعمل على بناء قدرات النساء والشابات في مجالات الوساطة المجتمعية والتواصل الفعّال، بما يعزز دورهن كصانعات سلام في مجتمعاتهن المحلية.
الإغاثة وإعادة الإعمار: يساهم المركز في الجهود الوطنية الهادفة إلى دعم النساء المتأثرات بالأزمات الاجتماعية والاقتصادية، من خلال برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز قدرة النساء على مواجهة التحديات وإعادة بناء حياتهن بكرامة واستقلالية.
مشروع ريادي يستهدف تمكين الشباب في المناطق الريفية سياسيًا واجتماعيًا، بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ وإذاعة صوت عجلون.
يُعد نموذجًا تطبيقيًا لمحوري المشاركة والشراكة، حيث أتاح للشباب الفرصة للتفاعل المباشر مع صنّاع القرار عبر جلسات حوارية ومنتديات سياسية. كما أسهم في تعزيز الوعي السياسي الريفي وخلق جيل جديد من القادة المحليين القادرين على قيادة التنمية المجتمعية بطرق سلمية وتشاركية.
معلومات أكثر عن مشروع مساحة ريف الشبابية السياسية >>>
نفّذ المركز هذا المشروع بالتعاون مع مركز الحياة (راصد) والسفارة النرويجية، بهدف تعزيز السلم الأهلي من خلال تدريب الشباب والنساء على إدارة الحوار ونبذ العنف.
ساهم المشروع في إنشاء لجان شبابية مجتمعية تعمل حتى اليوم على نشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر، كما نظّم حملات مجتمعية لمكافحة خطاب الكراهية، مما يجعله نموذجًا عمليًا لمحوري الحماية والوقاية في القرار 2250.
معلومات أكثر عن مشروع شباب من أجل السلم والتماسك المجتمعي >>>
عمل المشروع على تطوير أدوات الحوكمة التشاركية في المجتمعات المحلية، بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ.
قدّم برامج تدريبية لأكثر من 150 ناشطًا وناشطة في مجالات الرقابة المجتمعية والمساءلة، مما عزّز قدرة الشباب على التأثير في القرارات المحلية.
معلومات أكثر عن مشروع أصوات من أجل الديمقراطية >>>
نفّذ المركز المشروع مع مؤسسة فريدريش إيبرت بهدف رفع مشاركة المرأة الريفية في الانتخابات.
تم تدريب العشرات من النساء على بناء حملات انتخابية فاعلة تراعي النوع الاجتماعي، كما تم تطوير برامج توعية حول أهمية المشاركة النسائية في المجالس المحلية والوطنية.
معلومات أكثر عن مشروع المرأة الريفية صوت ذو أهمية سياسية >>>
بنسختيه الأولى والثانية (في عجلون وجرش)، شكّل هذا المشروع مثالًا بارزًا على محوري إعادة الإدماج والحماية، إذ قدّم دعمًا اقتصاديًا مستدامًا للنساء عبر مشاريع زراعية وإنتاجية.
ساهم المشروع في تحسين الوضع الاقتصادي لأكثر من 200 أسرة، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية تمكين النساء في تحقيق التنمية المحلية والسلام الاجتماعي.
معلومات أكثر عن مشروع نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر عجلون >>>
معلومات أكثر عن مشروع نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر جرش >>>
مشروع مشترك مع الشبكة العربية للتربية المدنية “أنهر” وUSAID تكامل، ركّز على تطوير بيئات تعليمية شاملة في المناطق الريفية.
يُعتبر هذا المشروع من صميم محور الوقاية، إذ يعمل على معالجة جذور الإقصاء والفقر التعليمي التي قد تؤدي إلى نزاعات أو أشكال من التطرف المجتمعي.
معلومات أكثر عن مشروع خطوات لتحسين التعليم في الريف >>>
يهدف إلى بناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني في الرقابة على السياسات البيئية وتعزيز المشاركة في حماية الموارد الطبيعية.
يسهم هذا المشروع في تحقيق السلام البيئي كأحد أشكال الوقاية من النزاعات المستقبلية، ويعزز الشراكة بين المجتمع المدني والحكومة.
معلومات أكثر عن مشروع التدريب من أجل التغيير >>>
يهدف ملتقى نساء الريف “حركة متساوية” إلى تمكين النساء في المناطق الريفية وتعزيز مشاركتهن في الحياة العامة وصنع القرار. كما يركز الملتقى على بناء القدرات القيادية للنساء الريفيات، ودعم وصولهن إلى الموارد الاقتصادية، إضافةً إلى رفع مستوى الوعي بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. كما يعمل البرنامج على تعزيز التشبيك والتعاون بين المبادرات النسائية المحلية والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، بما يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة في المجتمعات الريفية.
تُعد إذاعة صوت عجلون المجتمعية إحدى أبرز المبادرات التابعة لمركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، وهي منصة إعلامية غير ربحية تهدف إلى تمكين المرأة والشباب وتعزيز دورهم في بناء السلام والتنمية المستدامة. تعمل الإذاعة ضمن إطار قرار مجلس الأمن رقم 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن، من خلال تعزيز مشاركة النساء في الحياة العامة والإعلامية، وحمايتهن من كافة أشكال التمييز والعنف، ودعم أدوارهن القيادية في مجتمعاتهن المحلية.
تسعى الإذاعة إلى توفير مساحة آمنة للنساء والشباب للتعبير عن آرائهم بحرية ومسؤولية، وتشجيع الحوار البنّاء حول القضايا المجتمعية، بما يعزز قيم التسامح والتماسك الاجتماعي. كما تعمل على فتح قنوات تواصل فاعلة بين المواطنين وصنّاع القرار المحليين، بهدف تعزيز الشفافية والمساءلة المجتمعية، وترسيخ مفهوم الإعلام كأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام الإيجابي.
وفي إطار التزامها بمحاور القرار 1325، تُنفَّذ عبر الإذاعة مجموعة من البرامج النوعية التي تُعزز حضور المرأة الريفية والشابة في المشهد الإعلامي والسياسي، ومن أبرزها:
برنامج “متساوية”: يركز على قضايا المساواة بين الجنسين وتمكين النساء من الوصول إلى مواقع صنع القرار، من خلال حوارات مع قيادات نسائية ومؤسسات معنية بحقوق المرأة.
برنامج “نساء من بلدي”: يعرض قصص نجاح لنساء أردنيات قدمن نماذج ملهمة في مجالات السلام، التعليم، والتنمية المجتمعية.
برنامج “نساء الريف”: يسلّط الضوء على واقع المرأة الريفية وتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية، مع إبراز مبادراتها في دعم الأمن الغذائي والتنمية المحلية.
برنامج “مساحة ريف الشبابية السياسية”: يتيح للشباب والشابات من الريف الأردني مناقشة قضايا المشاركة السياسية، وطرح رؤاهم حول قضايا السلام والأمن وحقوق الإنسان.
تستخدم الإذاعة المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر محتواها وتوسيع نطاق تأثيرها، مما يجعلها أداة استراتيجية في تعزيز محاور المشاركة، الحماية، والوقاية الواردة في قرار مجلس الأمن 1325، ومثالًا حيًّا على دور الإعلام المجتمعي في بناء السلام المستدام.
معلومات أكثر حول إذاعة صوت عجلون المجتمعية >>>
تهدف إلى ربط قضايا التغير المناخي بالنزاعات المجتمعية، وتدريب النساء على رصد المخاطر البيئية وتقديم حلول خضراء تعزز السلم المجتمعي. تركّز المبادرة على مفهوم السلام البيئي كمسار جديد من مسارات السلام المستدام، وتسعى لإشراك النساء في وضع السياسات البيئية المحلية.
تتمثل في إنشاء منصة رقمية وإذاعية يقودها النساء لعرض قصص وتجارب واقعية عن السلم والأمن المجتمعي، وتبادل وجهات النظر مع صانعي القرار. تعزز المبادرة المشاركة الرقمية الآمنة، وتكافح خطاب الكراهية على الإنترنت عبر نشر محتوى إيجابي وتشجيع التفاعل البنّاء.
إنشاء مراكز تدريب محلية للنساء في الأرياف تركز على القيادة، الوساطة المجتمعية، وريادة الأعمال الاجتماعية. تهدف إلى إعادة إدماج النساء والشابات المهمشات وتمكينهن من لعب أدوار قيادية في حل النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي، بما ينسجم مع محاور القرار 1325كافة.
عقد المركز شراكات قوية مع منظمات دولية بارزة لتعزيز نطاق التأثير وتحقيق أهداف القرار 1325، من أبرزها: الاتحاد الأوروبي، مؤسسة فريدريش إيبرت، بلان إنترناشونال، السفارة النرويجية، السفارة الأسترالية، والشبكة العربية للتربية المدنية “أنهر”، إلى جانب تعاون مع العديد من الجهات المحلية والدولية الأخرى.
على الصعيد الإقليمي، شارك المركز في المنتديات والمؤتمرات الإقليمية حول المرأة والسلام والأمن، مقدمًا نموذجًا أردنيًا رائدًا في إشراك النساء، وخصوصًا في المناطق الريفية، في عمليات صنع القرار وبناء السلام المجتمعي. وقد ساهمت هذه التجربة في نقل الخبرات الأردنية وإلهام مبادرات مشابهة في محافظات أخرى، ما يعكس الدور المحوري للمركز في تعزيز المشاركة النسائية والقيادة المحلية وفقًا لأجندة القرار 1325.
إن تجربة مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة تمثل نموذجًا وطنيًا رائدًا في تطبيق قرار مجلس الأمن 1325 على المستويين المحلي والمجتمعي. فمن خلال مشاريعه وبرامجه، أثبت المركز أن السلام لا يمكن أن يكون مستدامًا دون المرأة، وأن تمكينها سياسيًا واقتصاديًا هو الطريق نحو مجتمعات أكثر عدلًا واستقرارًا.
إن جهود المركز في تمكين النساء الريفيات، وخلق بيئات داعمة لقيادتهن، وتعزيز حضورهن في الإعلام والمجالس المحلية، تضعه في مقدمة المؤسسات الأردنية التي تجسد روح القرار 1325 وتسهم في تحقيق أهداف العدالة والمساواة والسلام الشامل.

هي إذاعة مجتمعية تهدف إلى خلق حوار مجتمعي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي للتصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية التي يعاني منها الشباب والمرأة والفئات والمناطق المهمشة في المحافظة والتوعية بمفاهيم حقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية في تحقيقها وتعزيز مفاهيم الحوار ومشاركة الشباب في الشأن العام وآليات صنع القرار والحوكمة والحاكمية الرشيدة وفتح قنوات التواصل بين المواطنين وصناع القرار.

“بودكاست صوت عجلون” هو بودكاست مجتمعي يعكس هموم وتطلعات أبناء محافظة عجلون، خاصة الشباب والنساء والفئات المهمشة، عبر حلقات حوارية تفاعلية تركز على القضايا الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، والبيئية.
يهدف البودكاست إلى خلق مساحة حوارية آمنة تُعزز من مفاهيم حقوق الإنسان، الحوكمة الرشيدة، والمشاركة المجتمعية، وتسهم في فتح قنوات تواصل بين المواطنين وصنّاع القرار.
من خلال استضافة خبراء، ناشطين، وقصص من الواقع المحلي، يسعى “صوت عجلون” إلى بناء وعي نقدي، ونشر ثقافة المساءلة، ودعم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات الريفية والمهمشة.

مساحة مخصصة لإنتاج الأفلام والمحتوى الرقمي الذي يسلط الضوء على قضايا النوع الاجتماعي في المناطق الريفية. تهدف هذه المساحة إلى تمكين الشباب في الأرياف من التعبير عن أنفسهم وتناول موضوعات تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، ومشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية في الريف.
تقدم هذه المساحة فرصًا للتعلم والتدريب على تقنيات صناعة الأفلام والإعلام الرقمي، مما يساعد في تعزيز الوعي بالقضايا المجتمعية وتعزيز التغيير الإيجابي من خلال الإعلام.

كثيرة هي قصص النساء اللواتي يعملن من أجل إنقاذ مجتمعاتهن الغارقة في مآسي التمييز والاقصاء والحرمان وعدم المساواة والاقتصاد المتعثر والبطالة والفقر ومن هنا اتت اولويه تاسيس “ملتقى نساء الريف – حركة متساوية في الريف” حيث نرى ان تحرك المجتمع المدني وخاصه النساء بمثابة تحرك عاجل نحو مأسسة العمل النسوي في الريف وتبني الدفاع عن حقوق النساء ومواجهة العنف والتمييز والاقصاء الذي يمارس من بعض المجتمعات بشكل ممنهج إتجاه المرأة في المجتمعات الريفية، وبذلك اسست حركة متساوية في سنه 2020 واخذت على عاتقها تبني اصوات من لا صوت لهن وخلق حالة من التضامن بين المجتمعات الريفية للتحرك نحو التغيير للوصول الى العدالة والمساواة وتبني معايير حقوق الانسان لوضع اولويات المرأة الريفية على اجندة صانعي السياسات على المستوى المحلي والوطني بما يتوائم مع المعايير الدولية للحقوق والكرامة الانسانية.
بينما نفكر في الواقع الثقيل المليء بالتغيير، الأزمات، المقاومة والصراعات في المنطقة العربية، نأمل أن نصمد ونتكيف مع الواقع المتغير ونحشد التضامن الوطني والدولي لاستدامة عملنا الجماعي وإنجازاتنا المشتركة للمجتمع النسوي في الارياف، في الأعوام الثلاثة القادمة حيث نسعى في هذا العام مواصلنا تعميق، تنمية وبناء الحركة النسوية في الارياف على الرغم من التحديات المتقاطعة التي يعاني منها المجتمع المدني والنساء في ظل السطوة، العنف، الضعف، الصراعات وحالة عدم الاستقرار في المنطقة والتي جعلت النساء اكثر عرضه للانتهاك، التهميش واللاعدالة.
منذ عام 2020 الى 2024 قدمنا تدخلات لا تعرف الخوف ونشرنا أبحاثًا وملخصات سياسات وتحليلات حول تقاطعات النوع الاجتماعي والعدالة والمساواة في الارياف، واحتضننا السعي وراء أجندات نسوية جريئة في المساحات الائتلافية-من السياسة المحلية النسوية، ونتطلع إلى الارتقاء بهذا الزخم إلى آفاق جديدة مدفوعه بالنضال النسوي الريفي نحو عدالة النوع الاجتماعي في الارياف لضمان إستدامة هذا الحراك النسوي الريفي للوصول الى اعتراف حقيقي بدور المرأة كشريكة متساوية في التنمية وعمليات صنع القرار السياسي والعمل الحزبي والحكم المحلي على اساس من العدالة والمساواة.
نسعى الى استدامة التضامن والتعاون مع الشركاء والمانحين لتمويل تدخلاتنا نحو للحد من جرائم العنف والتمييز والاقصاء التي تمارس إتجاه النساء في الارياف والمناطق المهمشة التي بحاجة الى تدخل عاجل وإستجابة طارئة لدعم حماية مستقبل نساء الريف وإيقاف كافة أشكال التمييز والعنف والاقصاء.
تمثل هذه المساحة الآمنة منصة حيوية مخصصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والفني للنساء الناجيات من العنف، وتُعد من المساحات الأساسية في مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة. تهدف المساحة إلى استعادة كرامة النساء المعنَّفات وتمكينهن من تجاوز آثار التجارب الصادمة من خلال بيئة داعمة تُعزز التعافي والتمكين الشخصي، في ظل التحديات التي تواجهها النساء في المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.
تقدّم المساحة برامج شاملة للدعم النفسي تشمل جلسات فردية وجماعية مع مختصين في الإرشاد النفسي والاجتماعي، إلى جانب أنشطة فنية علاجية تُستخدم كأدوات للتعبير والشفاء مثل الرسم، الكتابة، المسرح، والحرف اليدوية. كما توفّر تدريبات مهنية وفنية تسهم في بناء قدرات النساء وتزويدهن بمهارات قابلة للتوظيف أو العمل الحر، ما يفتح أمامهن آفاقًا جديدة للاستقلال الاقتصادي والتعافي المستدام.
تركز المساحة أيضًا على تعزيز الوعي بالحقوق والقوانين التي تحمي النساء من العنف، من خلال جلسات تثقيفية وورشات توعوية بالشراكة مع محامين وخبراء في قضايا النوع الاجتماعي. وتُشجّع المساحة النساء على استعادة أدوارهن المجتمعية عبر خلق بيئة تشاركية وآمنة، تسهم في بناء شبكات دعم متبادلة وتعزيز الشعور بالانتماء والتمكين. كما تسعى إلى كسر حاجز الصمت ومواجهة الوصمة المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.
تشكل هذه المساحة نموذجًا متكاملاً للتعافي والتمكين، إذ تجمع بين الدعم النفسي والتأهيل الفني والاقتصادي، وتستند إلى نهج شامل وإنساني يراعي احتياجات النساء في مختلف المراحل. وقد ساهمت المساحة في تمكين العديد من النساء الناجيات من إعادة بناء حياتهن بثقة واستقلالية، لتصبح كل مشاركة فيها قصة تغيير وصمود وأمل جديد.