قرار مجلس الأمن رقم 2250 الشباب والسلام والأمن

منذ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2250 عام 2015، أصبح للشباب موقع مركزي في الأجندة الدولية للسلام والأمن. جاء القرار استجابة لنداءات الحركات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني التي طالبت بالاعتراف بدور الشباب كشركاء حقيقيين في بناء السلام، لا مجرد مستفيدين من برامجه. ويشكل القرار أول وثيقة دولية تعترف بشكل رسمي بقدرة الشباب على الإسهام في منع النزاعات، وحلها، وتعزيز السلام المستدام، من خلال خمسة محاور رئيسية هي: المشاركة، الحماية، الوقاية، الشراكة، وإعادة الإدماج.

في الأردن، الذي يُعد من أكثر الدول العربية اهتمامًا بقضايا الشباب وتمكينهم، برزت منظمات محلية عديدة تسعى لتجسيد مضامين هذا القرار على أرض الواقع. ومن بين أبرز هذه المؤسسات، يبرز مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، الذي استطاع منذ تأسيسه أن يتحول إلى منصة شبابية مؤثرة في مجالات التنمية، والتمكين، والسلام المجتمعي.

يُعد مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة منظمة مجتمع مدني شبابية غير ربحية، تأسس في محافظة عجلون – الأردن عام 2016، وحصل على الترخيص الرسمي تحت رقم (200154820). نشأ المركز من مبادرة شبابية محلية آمنت بأن التنمية الحقيقية تبدأ من القاعدة المجتمعية، وأن الشباب ليسوا متلقين للسياسات بل صُنّاعها وشركاء فاعلون في صياغتها وتنفيذها.

يعمل المركز على المستويين المحلي والوطني، من خلال مجموعة واسعة من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، وتمكين الشباب والنساء، ودعم التعليم، وحماية البيئة، ونشر ثقافة حقوق الإنسان. وتقوم فلسفة المركز على الدمج بين العمل الميداني والمناصرة والتأثير في السياسات العامة، مستندًا إلى مبادئ الشفافية، والحوكمة، والعدالة الاجتماعية، والمشاركة المجتمعية.

يُعد مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة عضوًا فاعلًا في ائتلاف الشباب والسلام والأمن 2250، ويساهم من خلال هذه العضوية في دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز مشاركة الشباب في عمليات بناء السلام وصون الأمن المجتمعي. ويعمل المركز بالتعاون مع شركائه ضمن الائتلاف على تنفيذ برامج ومبادرات تهدف إلى ترسيخ ثقافة الحوار، والوقاية من النزاعات، وتعزيز التماسك الاجتماعي. كما يسعى المركز إلى إدماج منظور الشباب في السياسات العامة المتعلقة بالسلام والأمن، انطلاقًا من قناعته بأهمية دورهم كشركاء أساسيين في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار المجتمعي.

انسجام عمل المركز مع قرار مجلس الأمن رقم 2250

منذ صدور القرار 2250، سعى المركز إلى مواءمة برامجه ومبادراته مع محاوره الخمسة. وقد تبنّى المركز نهجًا شاملاً يجمع بين المشاركة السياسية، الحماية المجتمعية، الوقاية من النزاعات، بناء الشراكات، وإعادة الإدماج الاقتصادي والاجتماعي، من خلال مشروعات عملية ميدانية في القرى والأرياف الأردنية.

1. المشاركة: يعمل المركز على تمكين الشباب والنساء من المشاركة في الحياة العامة وصنع القرار من خلال برامج القيادة، والإعلام المجتمعي، والحوار السياسي. أطلق مبادرات نوعية مثل “مساحة ريف الشبابية” و“المرأة الريفية صوت ذو أهمية سياسية”، التي وفرت مساحات آمنة للشباب والنساء للتعبير والمشاركة في صياغة الأولويات التنموية والسياسية.

2. الحماية: ينفذ المركز برامج توعوية لحماية الشباب من العنف والتطرف والتهميش، مع التركيز على الفئات الهشة في المناطق الريفية. كما أسهم في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين عبر حملات إعلامية ومجتمعية بالشراكة مع منظمات محلية ودولية.

3. الوقاية: يسعى المركز إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزاعات المجتمعية من خلال التعليم، الحوار، والتنمية الاقتصادية. كما ينفذ مشاريع وقائية تعزز العدالة الاجتماعية وتدعم بيئات تعليمية آمنة للأطفال والشباب، مثل مشروع “خطوات لتحسين التعليم في الريف”.

4. الشراكة: يبني المركز شبكة واسعة من الشراكات مع مؤسسات وطنية ودولية مثل الاتحاد الأوروبي، مؤسسة فريدريش إيبرت، روزا لوكسمبورغ، السفارة النرويجية، وغيرها. هذه الشراكات تعزز تبادل الخبرات وتوسيع نطاق التأثير لتحقيق أهداف السلام المستدام.

5. إعادة الإدماج: يولي المركز اهتمامًا خاصًا بدمج النساء والشباب اقتصاديًا واجتماعيًا عبر مشاريع الريادة المجتمعية والزراعة المستدامة. مشاريع مثل “نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر” أسهمت في خلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية وتعزيز استقلالية النساء في الأرياف.

المشاريع والمبادرات المنفذة ودلالاتها على أرض الواقع

🔹 1. مساحة ريف الشبابية السياسية (2024 – 2026)

مشروع ريادي يستهدف تمكين الشباب في المناطق الريفية سياسيًا واجتماعيًا، بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ وإذاعة صوت عجلون.
يُعد نموذجًا تطبيقيًا لمحوري المشاركة والشراكة، حيث أتاح للشباب الفرصة للتفاعل المباشر مع صنّاع القرار عبر جلسات حوارية ومنتديات سياسية. كما أسهم في تعزيز الوعي السياسي الريفي وخلق جيل جديد من القادة المحليين القادرين على قيادة التنمية المجتمعية بطرق سلمية وتشاركية.

معلومات أكثر عن مشروع مساحة ريف الشبابية السياسية >>>

🔹 2. شباب من أجل السلم والتماسك المجتمعي (2021 – 2022)

نفّذ المركز هذا المشروع بالتعاون مع مركز الحياة (راصد) والسفارة النرويجية، بهدف تعزيز السلم الأهلي من خلال تدريب الشباب على إدارة الحوار ونبذ العنف.
ساهم المشروع في إنشاء لجان شبابية مجتمعية تعمل حتى اليوم على نشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر، كما نظّم حملات مجتمعية لمكافحة خطاب الكراهية، مما يجعله نموذجًا عمليًا لمحوري الحماية والوقاية في القرار 2250.

معلومات أكثر عن مشروع شباب من أجل السلم والتماسك المجتمعي >>>

🔹 3. أصوات من أجل الديمقراطية (2020 – 2023)

عمل المشروع على تطوير أدوات الحوكمة التشاركية في المجتمعات المحلية، بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ.
قدّم برامج تدريبية لأكثر من 150 ناشطًا وناشطة في مجالات الرقابة المجتمعية والمساءلة، مما عزّز قدرة الشباب على التأثير في القرارات المحلية.

معلومات أكثر عن مشروع أصوات من أجل الديمقراطية >>>

🔹 4. مشروع “المرأة الريفية صوت ذو أهمية سياسية” (2020 – 2022)

نفّذ المركز المشروع مع مؤسسة فريدريش إيبرت بهدف رفع مشاركة المرأة الريفية في الانتخابات.
تم تدريب العشرات من النساء على بناء حملات انتخابية فاعلة تراعي النوع الاجتماعي، كما تم تطوير برامج توعية حول أهمية المشاركة النسائية في المجالس المحلية والوطنية.

معلومات أكثر عن مشروع المرأة الريفية صوت ذو أهمية سياسية >>>

🔹 5. نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر (2018 – 2023)

بنسختيه الأولى والثانية (في عجلون وجرش)، شكّل هذا المشروع مثالًا بارزًا على محوري إعادة الإدماج والحماية، إذ قدّم دعمًا اقتصاديًا مستدامًا للنساء عبر مشاريع زراعية وإنتاجية.
ساهم المشروع في تحسين الوضع الاقتصادي لأكثر من 200 أسرة، ورفع الوعي المجتمعي بأهمية تمكين النساء في تحقيق التنمية المحلية والسلام الاجتماعي.

معلومات أكثر عن مشروع نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر عجلون >>>

معلومات أكثر عن مشروع نساء الريف أكثر صمودًا في مناطق جيوب الفقر جرش >>>

🔹 6. خطوات لتحسين التعليم في الريف (2021 – 2022)

مشروع مشترك مع الشبكة العربية للتربية المدنية “أنهر” وUSAID تكامل، ركّز على تطوير بيئات تعليمية شاملة في المناطق الريفية.
يُعتبر هذا المشروع من صميم محور الوقاية، إذ يعمل على معالجة جذور الإقصاء والفقر التعليمي التي قد تؤدي إلى نزاعات أو أشكال من التطرف المجتمعي.

معلومات أكثر عن مشروع خطوات لتحسين التعليم في الريف >>>

🔹 7. Training for Change – التدريب من أجل التغيير (2020 – 2022)

يهدف إلى بناء قدرات مؤسسات المجتمع المدني في الرقابة على السياسات البيئية وتعزيز المشاركة في حماية الموارد الطبيعية.
يسهم هذا المشروع في تحقيق السلام البيئي كأحد أشكال الوقاية من النزاعات المستقبلية، ويعزز الشراكة بين المجتمع المدني والحكومة.

معلومات أكثر عن مشروع التدريب من أجل التغيير >>>

إذاعة صوت عجلون المجتمعية – الإعلام كأداة للسلام

تُعد إذاعة صوت عجلون إحدى أهم المبادرات التابعة للمركز، وهي منصة إعلامية مجتمعية غير ربحية تهدف إلى تمكين الفئات المهمشة، ونشر الوعي بحقوق الإنسان، وتعزيز مفاهيم التنمية المستدامة، من خلال برامجها الحوارية والتفاعلية، تسهم الإذاعة في:

– خلق مساحة آمنة للشباب والنساء للتعبير عن آرائهم بحرية ومسؤولية.

– فتح قنوات تواصل بين المواطنين وصنّاع القرار المحليين.

– مواجهة خطاب الكراهية والعنف بخطاب إيجابي يدعو إلى التسامح والتماسك الاجتماعي.

– تسليط الضوء على قصص نجاح شبابية في مجالات السلام والتنمية.

الإذاعة تعتمد على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعلها أداة فاعلة في تطبيق محاور القرار 2250، خاصة في مجالات المشاركة، الشراكة، والحماية.

معلومات أكثر حول إذاعة صوت عجلون المجتمعية >>>

المبادرات المستقبلية على هامش القرار 2250

🌿 1. مبادرة “شباب من أجل البيئة والسلام”

تهدف إلى ربط قضايا التغير المناخي بالنزاعات المجتمعية، وتدريب الشباب على رصد المخاطر البيئية وتقديم حلول خضراء تعزز السلم المجتمعي. تركّز المبادرة على مفهوم السلام البيئي كمسار جديد من مسارات السلام المستدام، وتسعى لإشراك الشباب في وضع السياسات البيئية المحلية.

🌐 2. مبادرة “منصات شبابية رقمية للسلام”

تتمثل في إنشاء منصة رقمية وإذاعية يقودها الشباب لعرض قصص وتجارب واقعية عن السلم والأمن المجتمعي، وتبادل وجهات النظر مع صانعي القرار. تعزز المبادرة المشاركة الرقمية الآمنة، وتكافح خطاب الكراهية على الإنترنت عبر نشر محتوى إيجابي وتشجيع التفاعل البنّاء.

🤝 3. مبادرة “مراكز قيادات شابة للسلام والتمكين”

إنشاء مراكز تدريب محلية للشباب في الأرياف تركز على القيادة، الوساطة المجتمعية، وريادة الأعمال الاجتماعية. تهدف إلى إعادة إدماج الشباب المهمشين وتمكينهم من لعب أدوار قيادية في حل النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي، بما ينسجم مع محاور القرار 2250 كافة.

التأثير الوطني والشراكات الاستراتيجية

من خلال سنوات عملنا، أصبحنا في مركز وسطاء التغيير شريكًا أساسيًا في تنفيذ سياسات التنمية والسلام في الأردن، وتعاون مع مؤسسات حكومية مثل وزارة الشباب، وزارة البيئة، والهيئة المستقلة للانتخاب، إلى جانب منظمات دولية مثل الاتحاد الأوروبي، فريدريش إيبرت، بلان إنترناشونال، السفارة النرويجية والسفارة الاسترالية، وأنهر والعديد من الجهات المحلية والدولية.

كما شارك المركز في المنتديات الإقليمية حول الشباب والسلام والأمن، مقدّمًا النموذج الأردني الريادي في إشراك الشباب بالمناطق الريفية في صنع القرار، ما جعله مصدر إلهام لمبادرات مماثلة في محافظات أخرى.

نحو مستقبل يقوده الشباب

إن تجربة مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة في تطبيق مضامين قرار مجلس الأمن رقم 2250 تمثل نموذجًا ملهِمًا للعمل الشبابي المنظم الذي يجمع بين الإعلام، التعليم، البيئة، والسياسة في خدمة السلام المستدام.
لقد أثبت المركز أن السلام لا يُبنى بالقرارات وحدها، بل بالإيمان بقدرة الشباب على التغيير، وبالاستثمار في قدراتهم وطاقاتهم، وبمنحهم الفرصة ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة المستقبل. من خلال مشاريعه المختلفة، أسهم المركز في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح، وخلق بيئات آمنة للشباب والنساء، وربط التنمية بالسلام والبيئة بالتعايش. ومع مبادراته المستقبلية الطموحة، يواصل المركز مسيرته ليكون منارة شبابية في الأردن والمنطقة العربية، تجسيدًا حقيقيًا لروح القرار 2250 ورؤية الأمم المتحدة لعالم أكثر سلامًا وعدالة واستدامة.

 

هي إذاعة مجتمعية تهدف إلى خلق حوار مجتمعي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي للتصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والبيئية التي يعاني منها الشباب والمرأة والفئات والمناطق المهمشة في المحافظة والتوعية بمفاهيم حقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية في تحقيقها وتعزيز مفاهيم الحوار ومشاركة الشباب في الشأن العام وآليات صنع القرار والحوكمة والحاكمية الرشيدة وفتح قنوات التواصل بين المواطنين وصناع القرار.

“بودكاست صوت عجلون” هو بودكاست مجتمعي يعكس هموم وتطلعات أبناء محافظة عجلون، خاصة الشباب والنساء والفئات المهمشة، عبر حلقات حوارية تفاعلية تركز على القضايا الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، والبيئية.
يهدف البودكاست إلى خلق مساحة حوارية آمنة تُعزز من مفاهيم حقوق الإنسان، الحوكمة الرشيدة، والمشاركة المجتمعية، وتسهم في فتح قنوات تواصل بين المواطنين وصنّاع القرار.
من خلال استضافة خبراء، ناشطين، وقصص من الواقع المحلي، يسعى “صوت عجلون” إلى بناء وعي نقدي، ونشر ثقافة المساءلة، ودعم جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات الريفية والمهمشة.

مساحة مخصصة لإنتاج الأفلام والمحتوى الرقمي الذي يسلط الضوء على قضايا النوع الاجتماعي في المناطق الريفية. تهدف هذه المساحة إلى تمكين الشباب في الأرياف من التعبير عن أنفسهم وتناول موضوعات تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والمساواة بين الجنسين، ومشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية في الريف.
تقدم هذه المساحة فرصًا للتعلم والتدريب على تقنيات صناعة الأفلام والإعلام الرقمي، مما يساعد في تعزيز الوعي بالقضايا المجتمعية وتعزيز التغيير الإيجابي من خلال الإعلام.

كثيرة هي قصص النساء اللواتي يعملن من أجل إنقاذ مجتمعاتهن الغارقة في مآسي التمييز والاقصاء والحرمان وعدم المساواة والاقتصاد المتعثر والبطالة والفقر ومن هنا اتت اولويه تاسيس “ملتقى نساء الريف – حركة متساوية في الريف” حيث نرى ان تحرك المجتمع المدني وخاصه النساء بمثابة تحرك عاجل نحو مأسسة العمل النسوي في الريف وتبني الدفاع عن حقوق النساء ومواجهة العنف والتمييز والاقصاء الذي يمارس من بعض المجتمعات بشكل ممنهج إتجاه المرأة في المجتمعات الريفية، وبذلك اسست حركة متساوية في سنه 2020 واخذت على عاتقها تبني اصوات من لا صوت لهن وخلق حالة من التضامن بين المجتمعات الريفية للتحرك نحو التغيير للوصول الى العدالة والمساواة وتبني معايير حقوق الانسان لوضع اولويات المرأة الريفية على اجندة صانعي السياسات على المستوى المحلي والوطني بما يتوائم مع المعايير الدولية للحقوق والكرامة الانسانية.
بينما نفكر في الواقع الثقيل المليء بالتغيير، الأزمات، المقاومة والصراعات في المنطقة العربية، نأمل أن نصمد ونتكيف مع الواقع المتغير ونحشد التضامن الوطني والدولي لاستدامة عملنا الجماعي وإنجازاتنا المشتركة للمجتمع النسوي في الارياف، في الأعوام الثلاثة القادمة حيث نسعى في هذا العام مواصلنا تعميق، تنمية وبناء الحركة النسوية في الارياف على الرغم من التحديات المتقاطعة التي يعاني منها المجتمع المدني والنساء في ظل السطوة، العنف، الضعف، الصراعات وحالة عدم الاستقرار في المنطقة والتي جعلت النساء اكثر عرضه للانتهاك، التهميش واللاعدالة.
منذ عام 2020 الى 2024 قدمنا تدخلات لا تعرف الخوف ونشرنا أبحاثًا وملخصات سياسات وتحليلات حول تقاطعات النوع الاجتماعي والعدالة والمساواة في الارياف، واحتضننا السعي وراء أجندات نسوية جريئة في المساحات الائتلافية-من السياسة المحلية النسوية، ونتطلع إلى الارتقاء بهذا الزخم إلى آفاق جديدة مدفوعه بالنضال النسوي الريفي نحو عدالة النوع الاجتماعي في الارياف لضمان إستدامة هذا الحراك النسوي الريفي للوصول الى اعتراف حقيقي بدور المرأة كشريكة متساوية في التنمية وعمليات صنع القرار السياسي والعمل الحزبي والحكم المحلي على اساس من العدالة والمساواة.
نسعى الى استدامة التضامن والتعاون مع الشركاء والمانحين لتمويل تدخلاتنا نحو للحد من جرائم العنف والتمييز والاقصاء التي تمارس إتجاه النساء في الارياف والمناطق المهمشة التي بحاجة الى تدخل عاجل وإستجابة طارئة لدعم حماية مستقبل نساء الريف وإيقاف كافة أشكال التمييز والعنف والاقصاء.

 
تمثل هذه المساحة الآمنة منصة حيوية مخصصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والفني للنساء الناجيات من العنف، وتُعد من المساحات الأساسية في مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة. تهدف المساحة إلى استعادة كرامة النساء المعنَّفات وتمكينهن من تجاوز آثار التجارب الصادمة من خلال بيئة داعمة تُعزز التعافي والتمكين الشخصي، في ظل التحديات التي تواجهها النساء في المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.

تقدّم المساحة برامج شاملة للدعم النفسي تشمل جلسات فردية وجماعية مع مختصين في الإرشاد النفسي والاجتماعي، إلى جانب أنشطة فنية علاجية تُستخدم كأدوات للتعبير والشفاء مثل الرسم، الكتابة، المسرح، والحرف اليدوية. كما توفّر تدريبات مهنية وفنية تسهم في بناء قدرات النساء وتزويدهن بمهارات قابلة للتوظيف أو العمل الحر، ما يفتح أمامهن آفاقًا جديدة للاستقلال الاقتصادي والتعافي المستدام.

تركز المساحة أيضًا على تعزيز الوعي بالحقوق والقوانين التي تحمي النساء من العنف، من خلال جلسات تثقيفية وورشات توعوية بالشراكة مع محامين وخبراء في قضايا النوع الاجتماعي. وتُشجّع المساحة النساء على استعادة أدوارهن المجتمعية عبر خلق بيئة تشاركية وآمنة، تسهم في بناء شبكات دعم متبادلة وتعزيز الشعور بالانتماء والتمكين. كما تسعى إلى كسر حاجز الصمت ومواجهة الوصمة المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

تشكل هذه المساحة نموذجًا متكاملاً للتعافي والتمكين، إذ تجمع بين الدعم النفسي والتأهيل الفني والاقتصادي، وتستند إلى نهج شامل وإنساني يراعي احتياجات النساء في مختلف المراحل. وقد ساهمت المساحة في تمكين العديد من النساء الناجيات من إعادة بناء حياتهن بثقة واستقلالية، لتصبح كل مشاركة فيها قصة تغيير وصمود وأمل جديد.