الإعلام الرقمي: أداة الشباب لفتح الحوار والتأثير بالسياسات
بقلم هبة الله القرشي -عضو مساحة ريف الشبابية السياسية الأمنة
اليوم لما نحكي عن الإعلام الرقمي، ما بنحكي بس عن فيسبوك وإنستغرام وتيك توك كمنصات للتسلية… إحنا بنحكي عن أدوات صارت الساحة الأساسية يلي الشباب عم يطرحوا فيها قضاياهم. في مساحة ريف الشبابية السياسية مثلاً، كتبنا أوراق سياسات عن قضايا العمل والتعليم، ولاحظنا فجوة كبيرة بين السياسات يلي بتنكتب بالمكاتب وبين الواقع يلي بعيشه شباب القرى واحتياجاتهم على أرض الواقع. المشكلة الأساسية إن صوت الشباب نادرًا ما بيوصل لصانع القرار، لكن الإعلام الرقمي اليوم بيعطينا أداة قوية نكسر فيها هاي الفجوة.
فالسؤال المهم: إذا صانع القرار مش سامع صوت الشباب بشكل مباشر، ليش ما نستخدم الإعلام الرقمي كوسيلة نخلي صوتنا يوصله بطريقة ما يقدر يتجاهلها؟
الإعلام الرقمي كمساحة للحوار
الحوار مش بس نقاش بين شخصين أو بقاعة مغلقة، الحوار الحقيقي هو لما نفتح مساحة آمنة يُسمع فيها صوت الناس ويصير جزء من القرار. وهون دور الإعلام الرقمي؛ لأنه ما عاد مجرد وسيلة لنقل خبر، بل صار وسيلة لفتح حوار وطني شامل. من خلاله بنقدر نربط القضايا المحلية – زي التعليم والعمل – بالسياسات الوطنية، ونضمن إن صوت الشباب ما يضل مغيّب عن الساحة العامة.
الإعلام الرقمي اليوم مش بس وسيلة بثّ، هو مساحة حقيقية للحوار. الشباب صاروا قادرين يخلقوا نقاشات عامة حوالين التعليم والعمل، يشاركوا تجاربهم، يسمعوا بعض، ويوصلوا رسائلهم. مثال بسيط: إذا شباب عجلون ما عم يلاقوا فرص عمل، ليش ما ينتجوا محتوى رقمي – فيديو، بودكاست، أو حتى حملة هاشتاغ – يطرحوا فيه المشكلة ويفتحوا باب النقاش مع الجهات المعنية؟ بهيك طريقة الحوار ما بيضل محصور بين النخب، بصير مفتوح، الكل بيشارك فيه، والضغط الشعبي بصير أكبر.
من المحلي إلى الوطني
الإعلام الرقمي مش ترف ولا أداة جانبية، هو واحد من أقوى الوسائل يلي بإيد الشباب اليوم للتأثير والتغيير. إذا بدنا نرفع الوعي بقضايا التعليم والعمل، خصوصًا في المحافظات مثل عجلون، لازم نكون حاضرين بقوة على المنصات، نصنع محتوى هادف، ونفتح حوارات واسعة. السياسات والخطط المكتوبة ما بتكفي لحالها، التغيير بصير فقط لما يكون الشباب جزء من صناعة النقاش العام.
هون ببرز سؤال للنقاش: كيف ممكن الإعلام الرقمي يتحول من مجرد منصة أخبار لمجال حقيقي للحوار المجتمعي، يلي يخلي السياسات الوطنية بالعمل والتعليم أقرب لاحتياجات الناس على الأرض؟ وكيف ممكن الشباب يوظفوا صناعة المحتوى الرقمي بشكل مؤثر عشان يوصلوا قضاياهم للناس ولصنّاع القرار؟
الريادة المجتمعية: بوابة الشباب نحو فرص عمل عادلة وتعليم أفضل في الريف
يواجه شباب وصبايا محافظة عجلون تحديات متراكمة في مجالي العمل والتعليم، حيث تبدو الفجوة بينهم وبين أقرانهم في مناطق أخرى واسعة ومؤثرة. فرغم امتلاكهم طاقات إبداعية وأفكارًا مبتكرة ومبادرات نوعية، إلا أن غياب الدعم الحقيقي وندرة البرامج التدريبية والتشغيلية والتعليمية غير المنهجية تجعلهم محاصرين بواقع لا يعكس قدراتهم ولا يتيح لهم فرصًا عادلة.
إن التحدي الأبرز يكمن في غياب العدالة بالفرص. فالشباب في عجلون لا يجدون ما يكفي من مساحات آمنة للعمل والإبداع، ولا تتوفر لهم فرص التشبيك مع سوق العمل، وهو ما يعمّق فجوة التهميش ويقيد إمكاناتهم.
في هذا السياق، تبرز الريادة المجتمعية كخيار استراتيجي، وليست مجرد رفاهية. فهي أداة لإيجاد حلول محلية منبثقة من واقع المجتمع واحتياجاته. وحين يرتبط التعليم بالريادة المجتمعية، يتحول من مجرد كتب ومحاضرات إلى تجربة حيّة تشمل المبادرات البيئية، والأنشطة اللامنهجية، والأندية الشبابية، والمشاريع الريادية التي يقودها الشباب بأنفسهم. هذه المبادرات، رغم بساطتها، تترك أثرًا مباشرًا في تحسين جودة التعليم وإيصاله للفئات المهمشة.
🗣️ إخلاء المسؤولية: "إن محتوى هذا المنشور هو ضمن مسؤولية كتاب المدونة او المقال ولا يعكس بالضرورة موقف مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة واذاعة صوت عجلون المجتمعية. جميع الحقوق محفوظة © يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية. ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed