الريادة الخضراء طريق الشباب للمستقبل
بقلم هبة الله القرشي -عضو مساحة ريف الشبابية السياسية الأمنة
مساحة “ريف الشبابية السياسية” لم تكن مجرد مساحة آمنة للحوار، بل تحولت خلال هذا العام إلى منبر سياسي شبابي جمع أصوات مختلفة من المجتمعات المحلية، وسعى لرفع الوعي والتقاطع مع صانعي القرار ومؤسسات المجتمع المدني لتبني قضايا الشباب. ومن هنا تنطلق رسالتنا اليوم، رسالة من قلب عجلون إلى كل من يؤمن بأن الشباب هم الطاقة الحقيقية للتغيير.
التحدي الأكبر في عجلون هو البطالة. شبابٌ متعلمون، طموحون، لكنهم محاصرون بقلة الفرص والظروف الاقتصادية الصعبة. هنا تبرز الحاجة الماسة إلى التعليم النوعي، الابتكار، التكنولوجيا، وريادة الأعمال كأدوات عملية للتغيير. فنحن لا نريد مجرد مشاريع صغيرة عابرة، بل نريد تغييرًا جذريًا في النظرة للتعليم والتدريب.
المناهج الحالية، ما لم تدخل إليها مفاهيم الريادة والابتكار والتكنولوجيا، ستبقى بعيدة عن متطلبات السوق. التدريب العملي لا يجب أن يكون مجرد ساعات رمزية، بل برامج طويلة ومكثفة تُعِدّ الطالب لمواجهة سوق العمل. فالخريج يجب أن يمتلك مهارات حقيقية: القدرة على العمل ضمن فريق، حل المشكلات، تحويل الفكرة إلى مشروع، إعداد دراسات الجدوى، كتابة المشاريع، إدارة العلاقات العامة، والتواصل الفعّال باللغات الأجنبية. هذه ليست كماليات، بل ضرورات أساسية لمنافسة عادلة في سوق العمل.
ومن هنا تبرز ريادة الأعمال الخضراء كمدخل مختلف. مشروع يخدم البيئة ويخلق فرصة عمل في الوقت نفسه. أن يتحول الطالب من متلقٍ سلبي إلى شاب قادر على تأسيس مشروع مستدام يحمي الطبيعة، يدعم الاقتصاد المحلي، ويمنح الأمل لمجتمعه.
لكن عجلون ليست بيئة خضراء فقط، بل هي وجهة سياحية غنية لم تُستثمر بعد كما يجب. لماذا لا نعلّم شبابنا إدارة المسارات السياحية؟ لماذا لا ندربهم على إنشاء بيوت ضيافة محلية، أو تطوير منتجات ريفية تسوّق عبر المنصات الإلكترونية؟ ولماذا لا ندمج الزراعة بالسياحة تحت مظلة الريادة المستدامة؟ هذه فرص اقتصادية حقيقية تنتظر من يطلقها.
نحن نوجه اليوم رسالة واضحة: شباب عجلون لم يعودوا يحتملون التهميش. هم صوت حاضر لا يقبل البقاء على الهامش. ما نطلبه هو شراكة حقيقية من المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، شراكة تستثمر في قدراتنا وتفتح أمامنا مجالات جديدة.
إننا ندعوكم للعمل معنا، عبر مركز وسطاء التغيير وإذاعة صوت عجلون، لإطلاق برامج عملية مؤثرة، وليس مجرد ورشات سريعة تنتهي بلا أثر. شباب عجلون لديهم الطاقة، المعرفة، والطموح، وما يحتاجونه فقط هو الفرصة العادلة.
ويبقى السؤال الأهم:
كيف يمكن لريادة الأعمال الخضراء أن تفتح آفاقًا جديدة لشباب عجلون بعيدًا عن البطالة التقليدية؟ ولماذا لا نستثمر السياحة والزراعة والبيئة كمدخل لنهضة اقتصادية محلية حقيقية؟
🗣️ إخلاء المسؤولية: "إن محتوى هذا المنشور هو ضمن مسؤولية كتاب المدونة او المقال ولا يعكس بالضرورة موقف مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة واذاعة صوت عجلون المجتمعية. جميع الحقوق محفوظة © يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية. ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed