الريادة كجسر بين التعليم والعمل

بقلم شهد الخطاطبة – عضو مساحة ريف الشبابية السياسية الأمنة

تُعدّ الريادة المجتمعية اليوم مشروعًا وطنيًا وحضاريًا، لأنها تربط بين ركيزتين أساسيتين في حياة الشباب: التعليم والعمل. فبينما يزوّد التعليم الشباب بالمعرفة والمهارات، يمنحهم العمل فرصة تطبيق هذه المعرفة على أرض الواقع. لكن الفجوة القائمة بين الاثنين تُبقي آلاف الخريجين بلا فرص عمل، وهو ما يجعل العلم مجرد “حبر على ورق”.

الريادة كجسر بين التعليم والعمل

من هنا تظهر أهمية الريادة المجتمعية، فهي الجسر الذي يحوّل المعرفة إلى فرصة، والفكرة إلى عمل، والشاب إلى مبادر. فهي ليست مجرد وسيلة اقتصادية، بل ثقافة جديدة تُعيد تعريف العمل وتربطه بالكرامة والانتماء والمسؤولية تجاه المجتمع.

العمل رسالة جماعية لا فردية

العمل لا يقتصر على كونه مصدر دخل فقط، بل هو انتماء وإحساس بالدور المجتمعي. فالشاب الذي يفتح مشروعًا صغيرًا لا يشغّل نفسه فقط، بل قد يوفر فرصًا لغيره أيضًا. بهذه الطريقة يتحول العمل إلى رسالة جماعية تنهض بها القرية أو البلدة بأكملها.

قصة نجاح من الريف

لنأخذ مثالًا واقعيًا: شابة في الريف تعلمت صناعة المنتجات الغذائية المحلية. وبدلًا من انتظار وظيفة تقليدية، أسست مشروعًا صغيرًا خاصًا بها. ومع مرور الوقت، كبر المشروع وأصبح لديها فريق يساعدها. اليوم، لم يعد مشروعها مصدر رزق شخصي فقط، بل نموذج إلهام لجاراتها وبنات مجتمعها.

ثقافة جديدة للعمل

الريادة المجتمعية تخلق ثقافة عمل جديدة قائمة على:

          •         الإنتاج بدل الانتظار.

          •         المشاركة بدل الفردية.

          •         المسؤولية بدل الاتكالية.

هي تقول للشباب: “لا تنتظروا الفرصة، بل اصنعوها بأنفسكم”، وتقول للمجتمع: “العمل ليس وظيفة جاهزة فقط، بل يمكن أن يكون فكرة تُبنى وتكبر معًا”.

أدوار أساسية لنجاح الريادة

لضمان نجاح منظومة الريادة المجتمعية، لا بد من تكاتف الجهود:

          •         الحكومة: تسهيل الإجراءات وتوفير قنوات دعم وتمويل.

          •         الجامعات ومراكز التدريب: التركيز على المهارات المطلوبة في سوق العمل بدلًا من الاقتصار على الشهادات.

          •         القطاع الخاص: إقامة شراكات حقيقية مع الشباب والاستثمار في طاقاتهم.

          •         المجتمع المحلي: تشجيع ثقافة العمل المنتج والاحتفاء بالمبادرين.

خاتمة

في النهاية، تجعل الريادة المجتمعية من التعليم بداية الطريق لا نهايته، وتحول العمل من مجرد وسيلة للرزق إلى أداة للتغيير وبناء مستقبل أفضل. هي ليست و خيارًا فرديًا، بل مشروع جماعي ينهض بالشباب والمجتمع معًا.