المواصلات والتدريب المهني في عجلون: مفاتيح لفرص العمل والتنمية
بقلم: مريم الياسين – عضو مساحة ريف الشبابية السياسية الامنة
تواجه محافظة عجلون، كغيرها من المناطق الريفية في الأردن، تحديات حقيقية في قطاع المواصلات. ضعف النقل العام ينعكس مباشرة على قدرة الشباب والنساء للوصول إلى الجامعات، مراكز التدريب، أو أماكن العمل. والنتيجة الطبيعية لذلك: فرص أقل، وبطالة أعلى، وتراجع في المشاركة الاقتصادية.
لكن المشهد ليس قاتمًا بالكامل، فهناك حلول عملية يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا. من أبرز هذه الحلول:
تشكيل مجموعات نقل مجتمعية بإدارة أهل المنطقة أنفسهم.
توظيف التطبيقات الذكية لتنظيم حركة النقل، كما هو الحال في بعض التجارب الناجحة مثل إندونيسيا.
تشجيع شركات محلية لإدارة باصات آمنة ومنتظمة.
دعم حكومي جزئي لطلبة الجامعات والباحثين عن عمل لتخفيف العبء المالي عليهم.
وفي هذا السياق، لا يمكن تجاهل أهمية نظام “السرفسة”. فالكثير من الأهالي يرفضون السماح لأبنائهم باستخدام سيارات خاصة أو غير مرخصة، في حين أن المجمعات الحالية لا توفر منظومة متكاملة للنقل العام. كما أن غياب شركات كبيرة وآمنة مثل “جت” يترك فجوة واضحة، ما يجعل تنظيم قطاع السرفسة وضمان ترخيصه وأمانه أمرًا ضروريًا لتغطية المناطق الريفية بشكل عادل وفعّال.
النقل ليس مجرد وسيلة حركة؛ بل هو بوابة للتنمية، للعدالة الاجتماعية، ولتوسيع فرص العمل.
ومن جانب آخر، فإن التدريب المهني في محافظة عجلون يحتاج إلى إعادة توجيه ليلبّي فعليًا حاجات سوق العمل. رؤية التحديث الاقتصادي تفتح مجالات واعدة في قطاعات الزراعة، الصناعة، والتكنولوجيا، وهو ما يتطلب أن تركز مراكز التدريب المهني على هذه القطاعات تحديدًا. بهذا التوجيه العملي، يتمكن الشباب من اكتساب مهارات مطلوبة حاليًا في السوق، مما يزيد فرص تشغيلهم ويفتح أمامهم أبوابًا جديدة في قطاعات سريعة النمو.
الخلاصة: الربط بين تطوير المواصلات وتحديث برامج التدريب المهني يمكن أن يكون خطوة جوهرية لتقليل البطالة في عجلون، وتمكين الشباب والنساء من الوصول إلى الفرص، وتحويل التحديات إلى مسارات حقيقية للتنمية المحلية.
العمل والتعليم… نهج في تعزيز الحماية الاجتماعية في الأردن
يشكّل التعليم والعمل ركيزتين أساسيتين في بناء المجتمعات وتعزيز الحماية الاجتماعية، ولا يمكن النظر إليهما بمعزل عن بعضهما. فالتعليم ليس مجرد كتب وصفوف، بل هو الأساس في إعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة ومتطلبات سوق العمل المتسارعة.
بيئة تعليمية محفّزة
لتحقيق ذلك، لا بد من إعادة النظر في الخطط والميزانيات المخصصة للمدارس. فمن غير المنطقي أن يظل التركيز مقتصرًا على أعمال الصيانة فقط، بينما تغيب الأولويات المتعلقة بتجهيز الغرف الصفية بالإضاءة الجيدة، التهوية المناسبة، والأثاث المريح. فالبيئة التعليمية المحفزة تشكّل عاملًا أساسيًا في رفع مستوى التحصيل الدراسي وتحفيز الإبداع لدى الطلبة.
أهمية اللغة الإنجليزية
إحدى التوصيات الجوهرية تتمثل في إنشاء مختبرات متخصصة لتعليم اللغة الإنجليزية، خصوصًا في المدارس الواقعة بالمناطق الطرفية. فضعف المهارات اللغوية لا يضر فقط بأداء الطلبة في الجامعة، بل يقلل أيضًا من فرصهم في سوق العمل المحلي والعالمي، الذي يعتمد بشكل كبير على اللغة الإنجليزية. وبالتالي، فإن الاستثمار في هذه المختبرات يُعد استثمارًا مباشرًا في جودة التعليم وفي مستقبل الشباب.
المهارات الحياتية كضرورة لا كماليات
كما أن المناهج الدراسية يجب أن تتضمن المهارات الحياتية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من العملية التعليمية. فالتفكير النقدي، حل المشكلات، العمل بروح الفريق، إدارة الوقت والتخطيط المالي، لم تعد مجرد مهارات إضافية، بل أدوات أساسية لمواجهة الواقع. ويمكن تعزيز هذه المهارات من خلال أنشطة تطبيقية داخل الصف، ورش عمل ودورات تدريبية، شراكات مع المجتمع المحلي، فضلًا عن تنظيم مسابقات وأنشطة لا صفية.
التعليم المرتبط بالحياة والعمل
عندما يصبح التعليم مرتبطًا مباشرة بالحياة والعمل، يتحول الطالب من مجرد حافظ للمعلومات إلى فرد جاهز لمواجهة سوق العمل، وقادر على أن يكون عنصرًا فاعلًا في حماية مجتمعه وتنميته. وهذا هو جوهر العلاقة بين التعليم والعمل في بناء مجتمع متماسك ومحصّن.
🗣️ إخلاء المسؤولية: "إن محتوى هذا المنشور هو ضمن مسؤولية كتاب المدونة او المقال ولا يعكس بالضرورة موقف مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة واذاعة صوت عجلون المجتمعية. جميع الحقوق محفوظة © يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية. ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed