من الريف الى أجندة صنَاع القرار
بقلم : ابتهاج البعول – عضو مساحه ريف الشبابية السياسية الامنة
كانت مشاركتي في مشروع مساحة ريف الشبابية السياسية تجربة استثنائية شكّلت نقطة تحول في نظرتي لدور الشباب في صناعة القرار، خاصة في المجتمعات الريفية مثل محافظة عجلون. من خلال هذا المشروع، الذي نفذه مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة في عجلون ، أُتيحت لنا الفرصة لنتعلم، نناقش، ونطرح رؤيتنا حول أبرز التحديات التي تواجه شباب الريف، وعلى رأسها مشكلة البطالة وضعف فرص التنمية المحلية.
خلال مراحل المشروع، خضنا تدريبات مكثفة حول صياغة أوراق السياسات العامة وفهم آليات التواصل مع صناع القرار. وبالتعاون مع مجموعة من الشباب من مختلف مناطق عجلون، أعددنا ورقة سياسات بعنوان:
“عجلون بين واقع البطالة وآفاق التنمية”
ركزت الورقة على تحليل واقع البطالة في المحافظة من جوانبه الاقتصادية والاجتماعية، واستعرضت أبرز الأسباب التي تعيق استثمار طاقات الشباب، مثل ضعف المواصلات في المناطق الريفية، محدودية التدريب المهني، وقلة الفرص الاقتصادية المستدامة.
كما تضمنت الورقة مجموعة من التوصيات العملية، من أبرزها:
إعادة توجيه مخصصات المشاريع التنموية لتشمل القطاعات المنتجة في الريف.
تفعيل دور البلديات في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للشباب.
تطوير منظومة النقل العام لربط القرى بالمناطق الصناعية.
توجيه مراكز التدريب المهني نحو التخصصات التي يتطلبها سوق العمل المحلي.
إطلاق منصة إلكترونية محلية لربط الشباب بفرص العمل والتدريب.
ما جعل التجربة فريدة هو أننا لم نكتفِ بإعداد الورقة نظريًا، بل أُتيح لنا عرضها أمام أصحاب القرار من الحكومة ومجلس النواب خلال الجلسات الحوارية التي نظمها مركز وسطاء التغيير. كانت لحظة فخر عندما رأيت توصياتنا تُناقش بجدية، ويتم التعامل معها كبوصلة لتوجيه الجهود نحو تحسين واقع الشباب في محافظتنا.
شعرت أن صوت الريف وصل أخيرًا إلى منابر القرار، وأن الشباب قادر على تقديم حلول حقيقية تنبع من واقعهم، لا من المكاتب المغلقة. هذه المشاركة منحتني ثقة أكبر بأن العمل السياسي والمجتمعي ليس حكرًا على النخب، بل هو مسؤولية كل شاب يؤمن بقدرته على التغيير.
💫 الخاتمة:
حين أعود بذاكرتي إلى جلسات النقاش والعرض أمام النواب، أشعر بالفخر والامتنان لأن صوتنا كشباب من الريف لم يعد مهمشًا. لقد تعلمت أن التغيير يبدأ من الفكرة، وأن المشاركة تصنع الفرق. مشروع مساحة ريف منحني الأمل بأن عجلون – وكل ريف الأردن – قادر على النهوض ما دام شبابه يؤمنون بأن التنمية حق وليست حلماً بعيداً.
🗣️ إخلاء المسؤولية: "إن محتوى هذا المنشور هو ضمن مسؤولية كتاب المدونة او المقال ولا يعكس بالضرورة موقف مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة واذاعة صوت عجلون المجتمعية. جميع الحقوق محفوظة © يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية. ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed