جمعية آفاق الريادة للتنمية والتدريب: من فكرة طموحة إلى منصة مجتمعية للتأثير البيئي والتنمية المستدامة
أنا أحد أعضاء جمعية آفاق الريادة للتنمية والتدريب، الجمعية التي نشأت برؤية واضحة تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي ومستدام في مجتمعاتنا المحلية، وخاصة في مجالات البيئة، التنمية، والتدريب. منذ اللحظة الأولى، كنا نؤمن أن الأفكار لا تكفي وحدها، بل تحتاج إلى أدوات معرفية، وشراكات استراتيجية، ومهارات تنفيذية حقيقية كي تتحول إلى أثر ملموس.
نقطة التحول: المشاركة في مشروع “التدريب من أجل التغيير”
في مرحلة محورية من رحلتنا، حصلنا على فرصة ذهبية تمثلت في الانضمام إلى مشروع “التدريب من أجل التغيير”، الذي نفذه مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة بالتعاون مع معهد غرب آسيا وشمال إفريقيا (WANA Institute). لم يكن هذا مجرد برنامج تدريبي، بل كان منصة حقيقية لبناء قدراتنا المؤسسية من الجذور.
من خلال هذا المشروع، خضنا تجربة غنية من التعلم والتطبيق العملي في:
- تحليل احتياجات المجتمعات المحلية بأسلوب منهجي.
- تصميم المبادرات التنموية بناءً على بيانات دقيقة وواقع ملموس.
- كتابة مقترحات المشاريع بطرق احترافية تلبي شروط الجهات المانحة وتستجيب للأولويات التنموية.
هذه المهارات لم تكن مجرد معرفة نظرية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من هوية الجمعية ونقطة الانطلاق لكل مشروع نقوم به اليوم.
من التعلم إلى التنفيذ: مشروع بيئي تنموي مستدام
واحدة من أبرز ثمار هذه التجربة كانت الحصول على منحة مالية ضمن المشروع، استخدمناها لإطلاق مبادرة بيئية تنموية تُعنى بالحلول المستدامة، تم تصميمها وتنفيذها وفقًا لما تعلمناه في التدريب.
المشروع ركّز على ثلاثة محاور رئيسية:
- التوعية بإعادة التدوير كجزء من التحول إلى سلوك مجتمعي بيئي إيجابي.
- زيادة المساحات الخضراء في الأحياء والمناطق العامة، من خلال مبادرات تشاركية يقودها الشباب.
- تعزيز الثقافة البيئية لدى النساء والشباب من خلال ورش عمل وحملات ميدانية تفاعلية.
هذا المشروع لم يكن مجرد نشاط بيئي، بل كان نموذجًا مصغرًا للتنمية المستدامة القائمة على فهم احتياجات المجتمع والتعاون مع أفراده.
الأثر المؤسسي: الاحترافية وبناء الثقة
اليوم، وبعد هذه التجربة، ننظر إلى جمعية آفاق الريادة ليس فقط كجمعية محلية، بل ككيان مجتمعي مؤثر قادر على إحداث فرق حقيقي. من خلال ما تعلمناه في “التدريب من أجل التدريب”، استطعنا:
- تطوير منهجية عمل احترافية تعتمد على التخطيط والقياس والتقييم.
- تحسين قدرتنا على كتابة مقترحات قوية للحصول على منح مستقبلية.
- تعزيز ثقة المجتمع المحلي بنا، وبناء شراكات جديدة مع جهات داعمة.
الرسالة: فرصة واحدة قادرة على صناعة تحول كامل
قصة جمعية آفاق الريادة هي قصة منظمة صغيرة بدأت بحلم، لكنها امتلكت الإرادة واستثمرت فرصة تدريبية واحدة لتحقق نقلة نوعية في أدائها وأثرها. وهي رسالة لكل جمعية ناشئة أو شاب وشابة في هذا الوطن: أن الفرص موجودة، والتغيير ممكن، حين يُقترن الطموح بالتعلم والعمل والشراكة الفاعلة.
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed