ريتا الداود: بالفن والريزن… تخلق الأثر وتعزز الهوية
في محافظة عجلون، حيث يلتقي جمال الطبيعة بالتحديات الاقتصادية، اختارت ريتا الداود أن تصنع مسارها بيديها، وأن تحول شغفها بالفن إلى مشروع إنتاجي اجتماعي، يحمل بصمة إبداعية ورسالة تمكين مجتمعي.
منذ بداياتها، أدركت ريتا أن الفن ليس فقط وسيلة للتعبير عن الذات، بل يمكن أن يكون أداة للتغيير. اختارت أن تعمل في فن الريزن وإعادة تدوير الإكسسوارات، وهو مجال يجمع بين الحس الجمالي والاستدامة، ويمنح المنتجات روحًا جديدة من مواد بسيطة أو مُهمَلة.
التحديات: شغف يصطدم بالواقع
رغم الحماس والإبداع، اصطدمت ريتا بعدة تحديات في بداية مشروعها:
- نقص المعدات والأدوات التقنية.
- غياب التدريب المهني المتخصص.
- صعوبة الوصول إلى الأسواق، والتسويق الرقمي الفعال.
- محدودية الفرص الاقتصادية للنساء في بيئتها المحلية.
كانت بحاجة إلى دعم يتجاوز التمويل؛ دعم يعزز قدراتها، ويوسّع شبكتها، ويمنحها الأدوات المهنية لتوسيع مشروعها وتحقيق استدامته.
التحول: من شغف فردي إلى مشروع مجتمعي بدعم مؤسسي
نقطة التحول الرئيسية جاءت عندما التحقت ريتا بمشروع “نحو تعزيز المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن”، الذي يشارك في تنفيذة ضمن عقد خدمات مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة وبالشراكة مع جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان والمبادرة النسوية الأورومتوسطية وبدعم من الاتحاد الأوروبي
ضمن هذا المشروع، حصلت ريتا على منحة تطويرية، تهدف إلى دعم المبادرات المجتمعية الريادية التي تقودها النساء.
المنحة لم تكن مجرد دعم مالي لشراء معدات الريزن، بل كانت بداية لبناء مسار مهني مؤسس على أسس قوية، شمل:
- تمويل شراء أدوات ومعدات مهنية متخصصة في فن الريزن.
- تدريب متقدم في إدارة المشاريع الصغيرة والتسويق الرقمي.
- إرشاد مهني وتشبيك مع جهات داعمة ومجتمعية.
- بناء خطة استدامة اقتصادية واجتماعية للمشروع.
التأثير: الفن كأداة للتمكين
بفضل هذا الدعم، توسع مشروع ريتا من إنتاج فردي إلى منصة تدريب وتمكين مجتمعي. بدأت بتنظيم ورش عمل لتعليم فن الريزن وإعادة التدوير، استهدفت فيها النساء والفتيات في منطقتها، خاصة غير العاملات منهن، لتزويدهن بمهارات عملية تؤهلهن للدخول إلى سوق العمل أو بدء مشاريع منزلية.
اليوم، بات مشروع ريتا يُسهم في:
- خلق فرص اقتصادية جديدة للنساء في عجلون.
- نشر ثقافة الاستدامة البيئية من خلال إعادة التدوير.
- بث روح المبادرة والإبداع بين الفتيات في المناطق المهمشة.
- تعزيز الثقة بالنفس وبالقدرة على التغيير الذاتي والمجتمعي.
الرسالة: دعم استراتيجي يحوّل الفكرة إلى أثر
تؤمن ريتا أن مشروعها لم يكن ليرى النور بهذه الصورة لولا الدعم المتكامل الذي تلقته عبر مركز وسطاء التغيير وشركائه ضمن مشروع “نحو تعزيز المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن”. فقد ساعدها هذا المشروع على أن تتحول من فنانة تعمل من المنزل إلى رائدة أعمال مجتمعية تُحدث تغييرًا ملموسًا.
“الفن ليس فقط للعرض، بل للتمكين. كل قطعة أصنعها هي رسالة بأن الجمال قد يولد من البساطة، وبأن أي امرأة قادرة على بناء مستقبلها إن وجدت البيئة الداعمة.”
ختامًا: قصة تتجاوز النجاح الفردي
قصة ريتا الداود هي قصة نموذجية لتمكين المرأة في الريف الأردني، قصة تُثبت أن الاستثمار في الأفكار الصغيرة، حين يقترن بالتوجيه والشراكات الذكية، يمكن أن يخلق تحولات اقتصادية واجتماعية واسعة الأثر
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed