قصة نجاح: عبدالعزيز ربابعه – صوت وهويّة
في قلب محافظة عجلون، حيث تتناغم الطبيعة مع عبق التراث الأردني، بزغ نجم الإعلامي عبدالعزيز ربابعه كأحد الأصوات الأصيلة التي حملت على عاتقها مهمة الحفاظ على الهوية الثقافية الأردنية، ونشر الوعي بأهمية التراث المحلي والأدب والفن الشعبي. ورغم التحديات التي تواجه الإعلام الثقافي في المناطق الريفية، إلا أن عبدالعزيز وجد في إذاعة صوت عجلون المجتمعية نقطة انطلاق حقيقية لمشروعه الإعلامي، الذي سرعان ما تحوّل إلى منبر وطني للتنوع الثقافي والهوية الريفية.
منذ بدايته، تبنّى عبدالعزيز أجندة إذاعة صوت عجلون ومركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، الهادفة إلى تعزيز التنوع الثقافي والهوية المحلية، والحفاظ على الإرث الشعبي، والترويج للمعرفة والفنون الأصيلة. وقد مكّنته الإذاعة من بلورة رؤيته الإعلامية من خلال برامج تدريبية وتوجيه إعلامي متخصص، ودعم فني وتقني ساعده على صقل مهاراته وإعداد محتوى نوعي يخاطب الجمهور بمهنية وعمق.
ومن خلال برنامجه المميز “ثقافة ورواية”، أطلق عبدالعزيز منصة حوارية ثقافية تضيء على الروح الأردنية المتجذرة في القصص الشعبية، والأدب المحلي، والفكر الإنساني المنفتح. لم يكن برنامجه مجرد بث إذاعي، بل مساحة تفاعلية حقيقية استضاف من خلالها أدباء ومفكرين وفنانين ومؤرخين، ناقش معهم قضايا التراث، وتناول تجاربهم الشخصية، وأسهم في نقل الثقافة من جدران المكتبات إلى بيوت الناس.
تميّز عبدالعزيز بأسلوبه القريب من الناس، وصوته الهادئ، وقدرته على ربط الماضي بالحاضر بأسلوب جذاب، مما جعله يحظى بتقدير واسع من الجمهور وزملائه الإعلاميين على حد سواء. وبدعم مستمر من الإذاعة، استطاع توسيع نطاق تأثيره، وتقديم محتوى إعلامي يعزز الوعي الثقافي الوطني، ويربط الشباب والأطفال بتراثهم، ويعيد الاعتبار للثقافة الريفية كجزء أصيل من الهوية الأردنية.
لقد كان لدور إذاعة صوت عجلون والمركز أثر بالغ في دعم مسيرة عبدالعزيز، ليس فقط من خلال التدريب والدعم الفني، بل عبر إيمانهم العميق بضرورة وجود إعلام ثقافي ملتزم يوثق القصص ويحتفي بالتنوع، ويخلق حوارًا حيًا بين مكونات المجتمع المحلي.
اليوم، يُعد عبدالعزيز ربابعه رمزًا للإعلامي الثقافي المسؤول، الذي لم يكتف بنقل المعلومة، بل عمل على صناعة وعي ثقافي جديد يعزز الانتماء، ويحتفي بالجذور، ويمنح الهوية المحلية مساحتها المستحقة في الأثير الإعلامي.
قصة عبدالعزيز تذكّرنا بأن الثقافة ليست ترفًا، بل ضرورة، وأن صوتًا واحدًا، حين يُدعم بالإيمان والرؤية والتمكين، يمكن أن يُحدث فرقًا عميقًا في حياة الناس، وأن يجعل من الإعلام وسيلة لصون الذاكرة الوطنية، وبناء مستقبل يرتكز على الفخر بالهوية والمعرفة والانتماء.
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed