قصة نجاح: هبة الله موسى القرشي – صوت المرأة الريفية والعدالة في الإعلام الأردني
في مشهد إعلامي يتطلب شجاعة ومسؤولية، برزت الإعلامية الأردنية هبة الله موسى القرشي كواحدة من أبرز الأصوات النسائية المدافعة عن العدالة والمساواة وحقوق المرأة، خاصة في المجتمعات الريفية المهمشة. لم تكن انطلاقتها وليدة الصدفة، بل ثمرة عمل دؤوب بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات، بدعم ورعاية من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة وإذاعة صوت عجلون المجتمعية، اللذين شكّلا منصتين استراتيجيتين لتمكينها وتوسيع أثرها المجتمعي.
من خلال تدريب إعلامي متخصص، ودعم فني، وتوجيه مستمر وفّره لها المركز، استطاعت هبة الله أن تطلق برنامجها النوعي “أصواتكن”، الذي تحوّل إلى منبر حواري رائد يُعنى بقضايا المرأة، وخصوصًا قضايا النساء في الأرياف والمجتمعات المحرومة. شكّل البرنامج مساحة مفتوحة وآمنة للنساء، للتعبير عن تجاربهن وتحدياتهن، والمطالبة بحقوقهن الاجتماعية والقانونية، بما في ذلك مناقشة ملفات هامة كـ قانون الأحوال الشخصية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والتمكين الاقتصادي والسياسي للمرأة.
تميزت هبة الله بنشاطها الميداني المكثف في القرى والمجتمعات الريفية، حيث سعت إلى تبني صوت المرأة الريفية، ونقله إلى الفضاء العام، وربط قضاياها بمفاهيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان. وقد قادت جلسات حوارية ومبادرات إعلامية مجتمعية بالتعاون مع المركز، مستهدفة الشباب والمجتمعات المحلية لتحفيزهم على تبني أجندة المساواة ورفض التمييز، وتغيير النظرة النمطية تجاه أدوار النساء في المجتمع.
برنامج “أصواتكن” لم يكتف بإيصال الصوت، بل حرص على استضافة شخصيات متخصصة ومؤثرة من مختلف القطاعات، مما أضفى على الحوارات مصداقية وعمقًا، وساهم في رفع الوعي العام وتعزيز ثقافة الحوار البنّاء حول قضايا المرأة من زوايا متعددة: قانونية، اجتماعية، واقتصادية.
بفضل إيمانها برسالتها والتزامها المجتمعي، أصبحت هبة الله موسى القرشي نموذجًا للإعلامية الريادية، التي تستخدم الإعلام لا كوسيلة عرض، بل كأداة تغيير حقيقية. نجاحها تجلّى ليس فقط في شعبية برنامجها، بل في قدرتها على تحقيق تأثير ملموس داخل المجتمعات المحلية، وإلهام النساء، خصوصًا في المناطق الريفية، لرفع أصواتهن والمطالبة بحقوقهن بثقة ووعي.
إن قصة هبة الله تُمثل شهادة حية على أن الإعلام، عندما يُستخدم بمسؤولية وبدعم مؤسسي صادق، كما قدّمه لها مركز وسطاء التغيير وإذاعة صوت عجلون، يمكن أن يتحول إلى قوة دافعة نحو التغيير الاجتماعي، وتعزيز العدالة، وبناء مجتمع أكثر مساواة وإنصافًا، من الأرياف إلى المدن، ومن الصوت الفردي إلى صدى وطني.
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed