قوة لا إعاقة: قصة إعلامية من الريف نحو التغيير
في ريف محافظة عجلون، حيث تتقاطع التحديات المجتمعية مع الإصرار على التغيير، برزت تيماء المومني كإعلامية أردنية شابة كسرت الحواجز، وتبنّت قضية غالبًا ما يتم تهميشها: حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في المجتمعات الريفية. لم يكن ظهورها الإعلامي عابرًا، بل جاء نتيجة مسيرة من التمكين والتدريب والدعم، قادها مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، واحتضنتها إذاعة صوت عجلون المجتمعية، لتصبح من خلالها تيماء صوتًا وطنيًا مؤثرًا يحمل أجندة العدالة والمساواة.
من خلال برنامجها الإذاعي “قوة لا إعاقة”، استطاعت تيماء أن تصنع منصة حوارية إنسانية ومجتمعية تناقش قضايا الإعاقة من منظور حقوقي وتنموي. لم يكن البرنامج مجرد مساحة للبث، بل منبرًا للتغيير المجتمعي، ناقش القوانين، واستعرض الخدمات، وسلط الضوء على قصص ملهمة لأشخاص تحدّوا الإعاقة وأثبتوا أن القدرة لا تُقاس بالجسد، بل بالإرادة.
جاءت انطلاقة تيماء عبر تجربة مدروسة بدعم من مركز وسطاء التغيير، الذي وفّر لها برامج تدريب وتوجيه ومساحات تعلم وتطوير مهارات ساعدتها على أن تُطوّر قدراتها كمذيعة شابة تنتمي للريف الأردني وتحمل همومه، وتُجيد التعبير عن قضاياه. وبفضل هذا الدعم، أصبحت قادرة على قيادة حوارات واعية وجريئة حول الإعاقة، والتمييز، وغياب العدالة في الوصول إلى الخدمات، خاصة في المناطق الأقل حظًا.
انطلقت تيماء من إيمانها العميق بأجندة إذاعة صوت عجلون والمركز، والتي تؤكد على أن التنمية الشاملة لا تكتمل إلا عندما تشمل الجميع، وأن العدالة لا تُنجز إلا إذا لم تُترك فئة على قارعة الطريق. من هذا المنطلق، عملت على كسب التأييد لقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وربطت أصواتهم بالمؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، مطالبةً بحقوق عادلة، وفرص متكافئة، وتخطيط تنموي لا يُقصي أحدًا.
تميّز برنامج “قوة لا إعاقة” بدوره في رفع الوعي المجتمعي، وتعزيز الحوار بين أصحاب القرار والمجتمعات الريفية، وتسليط الضوء على التحديات البنيوية والثقافية التي تحول دون دمج ذوي الإعاقة في مختلف مجالات الحياة. كما أصبح البرنامج صوتًا قويًا يُساهم في تغيير الصورة النمطية، ويُعزز الخطاب الإعلامي الشامل القائم على احترام الكرامة الإنسانية.
اليوم، تُجسّد تيماء المومني نموذجًا للإعلامية الريفية المؤمنة برسالتها، التي تجاوزت حدود المهنة، وحوّلت صوتها إلى أداة تمكين، وأثيرها إلى ساحة نضال من أجل الإنصاف. إنها لا تمثل فقط قصة نجاح فردية، بل قصة تحوّل إعلامي وتنموي بدأ من الريف، وامتد إلى وعي المجتمع.
قصة تيماء تذكّرنا أن الإعلام الحقيقي لا يُقاس بعدد المشاهدات، بل بمدى تأثيره في حياة الناس، وأن الدعم والتدريب والتمكين الصحيح قادر على تحويل شابة من ريف الأردن إلى منارة وطنية تدافع عن حق الجميع في أن يكون لهم صوت، ومكان، ومستقبل لا يُقصي أحدًا.
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed