محمود البعول – الزراعة الذكية من ريف عجلون: عندما يجتمع الابتكار مع الاستدامة

من بين تلال عنجرة في محافظة عجلون، نشأت فكرة غير تقليدية لشاب أراد أن يُعيد تعريف الزراعة في الريف الأردني. أنا محمود مصطفى عبد الحميد البعول، بدأت رحلتي من إيمان راسخ بأن التحديات المناخية ونُدرة الموارد يمكن أن تُواجه بأفكار ذكية وتقنيات حديثة. ومن هذا الإيمان، وُلد مشروعي “Smart Green House”، كنموذج تطبيقي للزراعة الذكية المستدامة.

من فكرة بسيطة إلى مشروع متكامل

مشروعي يقوم على تصميم بيت بلاستيكي ذكي، يعتمد على الطاقة الشمسية لتوليد التدفئة والإضاءة اللازمة لنمو المحاصيل. باستخدام حساسات إلكترونية متقدمة، يتم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة تلقائيًا، وتشغيل توربينات تفريغ هوائي لتعديل مناخ الزراعة الداخلي حسب تغيرات الطقس.

لكن ما يميز المشروع ليس فقط التقنية، بل الرؤية المستدامة التي يقوم عليها. بدأنا بزراعة نباتات عطرية ذات أهمية بيئية وسوقية مثل الروزماري، الشيح، الزعتر، والمرمية، مع التركيز على تحسين الإنتاجية وجودة المنتج لتلبية الطلب المحلي والتصدير الخارجي.

التحوّل الحقيقي… دعم منح روّاد

نقطة التحول جاءت عندما التحقت بـ مشروع “روّاد – من الابتكار إلى التكوين”، المنفذ في محافظة عجلون من قبل مركز رواد التنمية وبالتعاون مع مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، بدعم سبارك وبتمويل من الاتحاد الاوروبي. من خلال هذا المشروع، حصلت على منحة تطويرية دعمتني في اقتناء معدات حديثة وتحسين البنية التقنية للمشروع، إلى جانب سلسلة تدريبات متقدمة شملت:

• إدارة المشاريع الزراعية.
• التسويق الذكي للمنتجات الزراعية.
• الإدارة المالية والتخطيط الاستراتيجي.
• دمج مفاهيم الاستدامة البيئية في نماذج العمل.

لم يكن هذا الدعم مجرد تمويل، بل كان نقطة انطلاق نحو الاحترافية في إدارة المشروع، وتوسيع نطاقه الجغرافي والاقتصادي.

نحو الزراعة الأكثر ذكاءً واستدامة

اليوم، نحن بصدد توسيع المشروع من خلال إضافة بيوت بلاستيكية ذكية جديدة، والعمل على تطوير نظام ري ذكي يعتمد على تعديل تقنية جرواسيوس، لتحويل الزراعة المائية إلى نظام يعتمد على إعادة تدوير المياه وتوفيرها بنسبة تصل إلى 80%. كما نُخطط لإدخال أنظمة تحكم إلكترونية مركزية، تقلل من الحاجة للتدخل البشري وترفع كفاءة الإنتاج.

الرسالة

“Smart Green House” ليس فقط مشروعًا زراعيًا، بل هو رؤية لمستقبل مختلف للريف الأردني. نموذج يُظهر كيف يمكن للمعرفة والتقنية أن تتلاقى مع البيئة والمجتمع لصناعة أثر حقيقي. قصتي هي دعوة مفتوحة لكل شاب يرى في التحديات فرصًا، ولكل من يملك فكرة بأن الزراعة يمكن أن تكون ذكية، خضراء، ومربحة في آنٍ واحد.