يقين خطاطبة: شغف الأزهار يزهر ريادةً في عجلون
في محافظة عجلون، حيث تتشابك الطبيعة الخلابة مع التحديات الاقتصادية، ولدت قصة يقين خطاطبة؛ شابة ريفية أعادت تعريف الريادة من زاوية مختلفة، زاوية تُزهر بالجمال والشغف.
منذ عام 2016، كانت يقين جزءًا فاعلًا في العمل الشبابي المجتمعي، تنخرط في المبادرات وتدافع عن فرص أفضل للنساء والشباب في منطقتها. لكن خلف هذا النشاط، كان يسكنها شغف هادئ: تنسـيق الورد. بالنسبة لها، لم تكن الأزهار مجرد زينة، بل وسيلة للتعبير، ولرسم الأمل حتى في أكثر الأوقات صعوبة.
التحديات: واقع محدود، وطموح لا ينطفئ
لم يكن الطريق نحو تحويل الشغف إلى مشروع واضحًا أو سهلاً. فمثل كثير من الشابات في المناطق الريفية، اصطدمت يقين بواقع محدود من حيث التمويل، التدريب، والمساحات الآمنة لتجريب الأفكار. عجلون، رغم جمالها، كانت تفتقر إلى البنية الداعمة لرواد الأعمال الشباب، خاصة في مجالات إبداعية مثل تنسيق الزهور.
نقطة التحول: الزمالة التدريبية مع مركز وسطاء التغيير
التحول الحقيقي في مسيرة يقين بدأ مع التحاقها بـ برنامج الزمالة التدريبية الذي ينفذه مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة؛ وهو برنامج يهدف إلى تمكين الشباب والنساء في المناطق الأقل حظًا من خلال التدريب العملي، وبناء المهارات، والتشبيك مع منظومات الدعم.
خلال البرنامج، تلقت يقين تدريبات عملية في:
- ريادة الأعمال المجتمعية.
- مهارات التخطيط وإدارة المشاريع الصغيرة.
- التشبيك مع المؤسسات المالية والداعمة.
- بناء الثقة بالنفس وتقديم العروض الريادية.
إلى جانب المعرفة، وفر المركز منصة تفاعلية للتواصل مع مستثمرين ومؤسسات تمويل اجتماعي. ومن خلال هذه الشبكة، استطاعت يقين الحصول على قرض حسن بدون فوائد – خطوة غير مسبوقة ساعدتها على الانطلاق فعليًا في مسيرتها.
الريادة في الميدان: أول محل ورد في عجلون
بهذا الدعم المؤسسي والمعنوي، افتتحت يقين أول محل متخصص في تنسيق وبيع الورود في وسط مدينة عجلون. لم يكن المشروع مجرد متجر، بل تجربة بصرية وروحية تقدّم للزوار لمحة من الجمال والاهتمام بالتفاصيل.
بدأ المحل في جذب زبائن من داخل وخارج المحافظة، وسرعان ما أصبح يقين رمزًا للريادة الريفية في منطقتها، ومصدر إلهام للفتيات اللواتي يحملن أفكارًا إبداعية لكن يفتقرن إلى الثقة والدعم.
الأثر المستدام: نموذج يحتذى به
اليوم، يُعد مشروع يقين ليس فقط قصة نجاح فردية، بل نموذجًا لتمكين النساء من خلال الجمع بين الشغف والدعم المؤسسي. لقد تحول المشروع إلى مصدر دخل مستقر، وساهم في كسر الصورة النمطية حول طبيعة المشاريع التي يمكن أن تطلقها النساء في الريف.
الرسالة: حين يُزرع الشغف في بيئة داعمة، يزهر أثرًا
تقول يقين:
“الدعم الذي تلقيته من مركز وسطاء التغيير كان نقطة التحول. لم يكن مجرد تدريب، بل كان بناءًا لهويتي الريادية، وتمكينًا حقيقيًا منحني الثقة والموارد لأبدأ، وأنمو، وألهم غيري.”
قصتها تؤكد أن التمكين لا يتحقق فقط بالتمويل، بل عبر بناء القدرات، وخلق بيئات تعلم داعمة، وربط النساء بمنظومات تؤمن بإمكاناتهن.
🗣️جميع الحقوق محفوظة ©.
يحظر استخدام أي جزء من محتوى هذا الموقع أو نسخه أو إعادة نشره أو نقله، كليًا أو جزئيًا، بأي وسيلة كانت، دون الحصول على إذن خطي مسبق من مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة و/أو إذاعة صوت عجلون المجتمعية، وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ويُستثنى من ذلك الاستخدام الذي يتضمن الإشارة الصريحة والواضحة إلى المصدر.
Comments are closed