في عالم تتسارع فيه التحديات التنموية وتتزايد فيه الفجوات الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية، تبرز الحاجة إلى مؤسسات فاعلة تمتلك رؤية واضحة، ومقاربة تشاركية، وقدرة تنفيذية حقيقية. ومن هنا، جاء تأسيس مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة كمنصة تنموية مستقلة، تحمل على عاتقها مسؤولية تعزيز مفاهيم التنمية الشاملة والمستدامة، وتفعيل الشراكات بين المؤسسات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والهيئات الدولية والإقليمية ذات العلاقة.
يعمل المركز على تنسيق المبادرات والمشاريع المستدامة التي تستجيب لاحتياجات المجتمعات، وتراعي خصوصيتها الثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، مع التركيز على دمج الفئات المهمشة، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وخلق بيئة تمكينية للشباب والنساء. نؤمن أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا عندما يصبح المواطن شريكًا في صناعة القرار، ومساهمًا فعّالًا في وضع الأولويات، وتحديد الاحتياجات، والمشاركة في تنفيذ المبادرات التي تخدم مجتمعه.
الرؤية :
تعزيز دور المجتمعات وخصوصا الشباب والمرأة كوسطاء في إحداث التغيير لتحقيق اهداف التنمية المستدامة .
الرسالة :
الاستثمار في المجتمعات وخصوصا الشباب والمرأة لتحقيق اهداف التنمية المستدامة .
الأهداف :
1- تدريب وتأهيل وتمكين الشباب في مختلف المجالات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية لزيادة مشاركتهم في الحياة العامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
2- تحقيق العدالة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
3- دعم وحماية حقوق الإنسان على المستوى الوطني والإقليمي.
4- توسيع نطاق الحرية في المجتمعات في مجالات النظم السياسية والديمقراطية وحرية التعبير والشفافية والمسائلة والعدالة.
5- نشر القيم الإنسانية والتطوعية والمهارات السلوكية والموضوعية وحوار الأديان ونبذ العنف والتطرف.
6- التعاون مع الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية من أجل تأمين فرص العمل والتعليم والمنح الدراسية والتدريب وفرص تطوير القدرات التقنية والمعرفية والعملية وإدارة المشاريع والابتكار وريادة الأعمال للحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
7- عمل دراسات ومسوحات ميدانية على قضايا المجتمع المدني واحتياجاته وتنفيذ وتصميم حملات كسب تأييد ومبادرات تعالج قضاياه.
8- بناء الشبكات والشراكات المحلية والدولية في دعم قضايا الشباب والمرأة وقضايا السلام العالمي.
منهجية العمل
يعتمد المركز في تنفيذ برامجه ومبادراته على مقاربة تشاركية مرنة، تستند إلى الأدلة الميدانية، التحليل المجتمعي والاحتياجات المجتمعية، بحيث يتم تصميم المشاريع بالتنسيق مع المجتمعات المستهدفة وبالشراكة مع الجهات ذات العلاقة. كما يتبنى المركز منهجية التخطيط القائم على النتائج، مع تحديد مؤشرات أداء واضحة لقياس الأثر وتقييم فعالية التدخلات التنموية.
مجالات التدخل
يعمل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة ضمن مجموعة واسعة من مجالات العمل التنموي، تشمل:
الحوكمة والهيكل التنظيمي
إيمانًا بأهمية الحوكمة الرشيدة كأحد مقومات النجاح المؤسسي، يقوم مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة على هيكل تنظيمي واضح المعالم يضمن توزيعًا عادلًا وفعّالًا للمهام والمسؤوليات. يرتكز الهيكل الإداري للمركز على عدة مستويات تنظيمية، تبدأ بمجلس الإدارة الذي يمثل المرجعية العليا للمركز، ويضم شخصيات مؤثرة من منظمات المجتمع المدني، وذوي الخبرة في العمل التنموي والمجتمعي.
ويعمل تحت مظلة المجلس الإدارة التنفيذية للمركز، برئاسة المدير التنفيذي، وتتفرع عنها الإدارات الفنية والإدارية المتخصصة.
كما أن المركز يتبنى سياسة المساءلة والشفافية من خلال وجود لجنة رقابية، تعمل على مراجعة وضمان التزام المركز بالأنظمة والسياسات والإجراءات المعتمدة، وتتابع أي ملاحظات أو شكاوى تتعلق بالعمل المؤسسي لضمان بيئة عمل نزيهة وعادلة وشفافة.
المزيد من المعلومات حول مركز وسطاء التغير للتنمية المستدامة
يدرك مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة أهمية العمل المشترك والتكامل مع الأطراف الفاعلة على الصعيدين المحلي والدولي. لذلك، أقام المركز علاقات شراكة وتعاون وثيق مع عدد من المؤسسات المحلية، الإقليمية والدولية الرائدة، وشكل جزءًا من منصات محلية ودولية متخصصة في العمل التنموي.
ومن خلال هذه الشراكات، استطاع المركز أن يستفيد من الخبرات والتجارب العالمية، وينقل المعرفة إلى المجتمعات المحلية، ويعزز من قدراته المؤسسية والفنية، ويوسع نطاق تأثير برامجه ومبادراته.
في عالم متداخل المصالح والتحديات، أصبح التعاون الإقليمي والدولي ضرورة حتمية لتحقيق الأهداف التنموية، وتوسيع نطاق التأثير الإيجابي على المجتمعات المحلية. من هذا المنطلق، جعل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة الشراكات والمناصرة المحلية والدولية من أولوياته الاستراتيجية.
يعتمد المركز نهجًا تشاركيًا يقوم على بناء تحالفات فاعلة مع منظمات المجتمع المدني المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى التعاون الوثيق مع مؤسسات رسمية، القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.
أبرز أهداف هذه الشراكات:
وقد ساهم المركز في تنظيم مؤتمرات وفعاليات محلية وإقليمية ، وشارك في لقاءات وورش دولية ناقشت العديد من القضايا: تحديات التنمية، التمكين الاقتصادي، التمكين السياسي، العدالة الاجتماعية، والبيئة والمناخ. كما كان له دور بارز في حملات المناصرة المتعلقة بحقوق النساء والشباب والمجتمعات الريفية، بما عزّز حضوره الإقليمي، ووسع شبكاته المهنية.
يشكّل تمكين المرأة محورًا جوهريًا في فلسفة عمل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، استنادًا إلى قناعة راسخة بأن تحقيق التنمية العادلة والشاملة لا يمكن أن يتم دون شراكة متكافئة بين النساء والرجال في كافة مناحي الحياة.
عمل المركز على تصميم وتنفيذ برامج متخصصة تسعى إلى:
وقد نظم المركز حملات مناصرة وطنية وإقليمية لرفع الوعي بأهمية دور المرأة، وعقد مؤتمرات متخصصة حول قضايا التمكين الاقتصادي، حماية مستقبل النساء الريفيات، والتحديات الرقمية التي تواجه الفتيات.
أثمرت هذه الجهود عن رفع نسب المشاركة النسوية في برامج التدريب والتوظيف، وزيادة أعداد النساء المشاركات في مواقع اتخاذ القرار المجتمعي، وتطوير بيئة داعمة لحقوق المرأة وكرامتها.
في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالفئات الهشة والمهمشة، تبنّى مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة محور الحماية الاجتماعية كأحد أعمدة تدخله التنموي.
يهدف المركز من خلال هذا المحور إلى:
وقد نفذ المركز سلسلة مبادرات لدعم الأسر الفقيرة والشباب العاطل عن العمل، من بينها برامج التدريب والتأهيل لسوق العمل المقرون بالتشغيل، ومبادرات الحماية من العنف الاقتصادي والاجتماعي.
ساهمت هذه التدخلات في تعزيز الاستقرار الاجتماعي وتقليل مظاهر الفقر والهشاشة في المجتمعات الريفية، وعززت قدرة المجتمعات على مواجهة التحديات.
في ظل تزايد الكوارث الطبيعية والصحية مثل حرائق الغابات والفيضانات والزلازل والتلوث البحري والأوبئة، أصبحت الحاجة ملحّة لتعزيز الحماية المدنية كأحد أركان الاستقرار المجتمعي.
يؤمن مركز وسطاء التغيير بأن الحماية المدنية ليست مجرد استجابة طارئة، بل هي منظومة متكاملة تبدأ من التوعية المجتمعية والوقاية، وصولًا إلى التكاتف والتضامن وقت الأزمات.
ومن هذا المنطلق، يعمل المركز على تمكين الشباب والنساء لبناء مجتمعات أكثر استعدادًا وصمودًا، من خلال ورشات تدريبية، وحملات توعية، وشراكات محلية تعزز من قدرات المجتمعات على الاستجابة والتأقلم.
إننا في وسطاء التغيير نعتبر أنفسنا جزءًا من شبكة الحماية المجتمعية، نساهم في نقل المعرفة، وبناء جسور التعاون، وتحفيز المبادرات المحلية التي تضع الإنسان وسلامته في قلب العمل المدني.
يؤمن مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة بأن الشباب هم وقود التنمية، وعنوان المستقبل، ولذلك جعل من العمل مع الشباب محورًا استراتيجيًا في برامجه، مستهدفًا بناء جيل قيادي واعٍ ومبادر، قادر على المساهمة في تنمية مجتمعه، وصياغة مستقبله.
يركز المركز على:
وقد أطلق المركز برامج نوعية مثل:
ساهمت هذه البرامج في إدماج آلاف الشباب في أنشطة تنموية ومجتمعية، ووفرت لهم مساحات تعبير عن قضاياهم، كما عززت فرص تشغيلهم واستقلالهم الاقتصادي.
الحوكمة الرشيدة وتعزيز الشفافية
في سياق تحقيق التنمية المستدامة، لا يمكن إغفال أهمية الحوكمة الرشيدة كإطار ناظم لضمان عدالة توزيع الموارد، كفاءة إدارة البرامج والمشاريع، وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات.
لذا، جعل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة من تعزيز منظومة الحوكمة الرشيدة والشفافية محورًا أساسيًا ضمن استراتيجيته. يستند المركز في هذا المسار إلى مبادئ المساءلة، النزاهة، المشاركة المجتمعية، واحترام سيادة القانون.
من أبرز تدخلات المركز:
وقد أسهمت هذه الجهود في تعزيز ثقافة النزاهة والانضباط المؤسسي، ورفع مستوى الوعي العام بأهمية الحوكمة كمدخل للتنمية العادلة والمستدامة.
مع تصاعد التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية، وضع مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة محور الأمن الغذائي والتنمية الزراعية ضمن أولوياته.
يهدف المركز إلى دعم المجتمعات الريفية والزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتعزيز قدرات صغار المزارعين والنساء الريفيات في إدارة مشاريع زراعية مربحة وصديقة للبيئة.
تتضمن تدخلات المركز:
أثمرت هذه التدخلات عن تحسن إنتاجية المشروعات الزراعية الصغيرة، وتمكين مئات النساء والشباب في القرى من إطلاق مشاريع زراعية منزلية تسهم في تأمين دخل مستدام، وتعزيز الأمن الغذائي المحلي.
في عصر تتسارع فيه الثورة الرقمية، بات من الضروري تمكين المجتمعات من استخدام التكنولوجيا كأداة تنموية ووسيلة لتعزيز التعليم والتواصل والخدمات.
وانطلاقًا من ذلك، أنشأ مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة برامج متخصصة في التحول الرقمي ومجتمعات المعرفة، تستهدف سد الفجوة الرقمية وتعزيز الوصول المتكافئ إلى التقنيات الرقمية الحديثة.
تشمل مبادرات المركز:
ساهمت هذه البرامج في رفع مستوى الوعي الرقمي والمهارات التقنية لدى آلاف الشباب والفتيات، وعززت قدرة المجتمعات على التفاعل مع التقنيات الحديثة في التعليم والعمل والخدمات العامة.
نظرًا لدور الصحة في تحقيق التنمية المتوازنة، يعمل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة بشكل فاعل على نشر ثقافة صحية مجتمعية، وتعزيز الوعي بأساليب الوقاية والعلاج، خاصة في المناطق ذات الخدمات الصحية المحدودة في الأرياف.
يشمل عمل المركز:
أسفرت هذه الجهود عن تحسين مستوى الوعي الصحي لدى المجتمعات المستهدفة، وتخفيف الأعباء الصحية على الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية كجزء من مفهوم الرعاية الشاملة.
يؤمن المركز بأن الإبداع هو الطاقة الكامنة في المجتمعات، وقادر على تحريك عجلة التنمية بوسائل غير تقليدية. لذا يخصص مساحة واسعة من برامجه لدعم المبادرات الإبداعية والشبابية.
يشجع المركز من خلال هذا المحور:
ساهمت هذه الأنشطة في تحفيز الإبداع لدى الشباب، وخلق مساحات تعبير آمنة، وإبراز قصص نجاح ملهمة.
التنمية الريفية والاقتصاد المحلي
يشكل الريف قاعدة اجتماعية واقتصادية واسعة تعاني من التهميش وضعف البنى التحتية والخدمات، ما يهدد استقرار المجتمعات فيه، ويزيد من الهجرة نحو المدن. من هذا المنطلق، جعل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة التنمية الريفية أحد محاوره الرئيسة، بهدف تعزيز قدرة الريف على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتنمية موارده المحلية.
تشمل تدخلات المركز:
ساهمت هذه الجهود في تحسين واقع الحياة في عدة قرى ومجتمعات ريفية، وخفض معدلات البطالة والفقر، مع تمكين النساء اقتصاديًا وتعزيز دورهن الاجتماعي.
إيمانًا بأهمية العلم والمعرفة كركائز للتنمية المستدامة، يعمل مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة على بناء شراكات أكاديمية متينة مع الجامعات، الكليات، ومراكز الأبحاث الوطنية والإقليمية.
تهدف هذه الشراكات إلى:
وقد نجح المركز في بناء شبكة تعاون مع عدد من المؤسسات الأكاديمية، مما ساعد في رفع مستوى جودة برامجه، وضمان استنادها إلى خلفية علمية متخصصة، إلى جانب إتاحة المجال للشباب للمساهمة في العمل التنموي من بوابة البحث والمعرفة.
في ظل تنامي التحديات البيئية وأثرها المباشر على المجتمعات الفقيرة، يولي مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة أهمية خاصة لـ القضايا البيئية والمناخية ضمن تدخلاته.
تشمل برامجه:
ساهمت هذه المبادرات في تعزيز ثقافة بيئية مجتمعية، وتنفيذ حلول عملية لتحسين الواقع البيئي، خاصة في المناطق الطرفية التي تعاني من أزمات بيئية حادة.
يعتبر مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة أن الفن والثقافة جزء لا يتجزأ من التنمية البشرية. فالثقافة أداة للحفاظ على الهوية، وتعزيز قيم الانتماء، وتحفيز الإبداع المجتمعي.
لذلك أنشأ المركز عدة مبادرات ثقافية وفنية:
كان لهذه الأنشطة أثر كبير في تعزيز الحس الفني والإبداعي لدى الفئات المستهدفة، إلى جانب حماية التراث المحلي.
حرصًا على ترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية، أسس مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة لجنة رقابية تعمل وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية.
مهام اللجنة:
توفر اللجنة منصة تتيح لأي شخص التبليغ عن أي تجاوزات أو مخالفات، مع ضمان السرية الكاملة لهوية المُبلغ، ما ساهم في تعزيز ثقة المتعاملين مع المركز.
استطاع مركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة، بفضل رؤيته المتكاملة ونهجه التشاركي، أن يكون مؤسسة تنموية فاعلة ومؤثرة، تجمع بين العمل المجتمعي، البحث العلمي، التأثير الوطني والاقليمي، وتمكين الفئات المهمشة.
يقف المركز اليوم نموذجًا متقدما في دمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وينفرد بخصوصية الاهتمام بالمجتمعات الريفية والاقل حظا.
ولا يزال مستمرًا في تطوير شراكاته، وتوسيع مجالات تدخله، وتعزيز كفاءة كوادره، ليبقى حاضرًا فاعلًا في مسيرة التنمية المحلية والإقليمية.